رئيس التحرير
عصام كامل

عقب رفع مياه الأمطار.. "النيل بعد عن الأهرامات من تاني" | صور

فيتو

 "الحمد لله عشنا وشوفنا النيل جنب الأهرامات تاني، كأننا رجعنا في عصر الفراعنة!".. عبارة تحمل في طياتها الكثير من السخرية والتهكم الذي عادة ما يكون سلاح المواطن المصري الأقوى في مواجهة أية كارثة مهما كان حجمها.

 

صورة واحدة التقطها أحدهم لمنطقة الأهرامات بعد تعرضها للأمطار الغزيرة طوال ساعات أمس الخميس، انتشرت سريعا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي كلها يتداولها هذا وذاك، ولكن في غضون ساعات قليلة، تراجع المشهد الفرعوني هذا لتعود الأهرامات تقف وحدها في منتصف مساحات شاسعة من الرمال الصفرء!

 

 

مساء الأربعاء الماضي، عقد مجلس الوزراء بالتعاون مع وزارة الإعلام والتنمية المحلية وهيئة الأرصاد الجوية، مؤتمرا صحفيا لتحذير المواطنين بموجة من الطقس السيئ جدا حيث ستسقط كمات كبيرة من الأمطار على شوارع القاهرة والدلتا ومحافظات الوجه البحري وأنحاء الجمهورية. ساعات قليلة وغمرت مياه الأمطار شوارع المحروسة، على مدار اليوم باتت المنازل والسيارات والمارة تغسلهم مياه الأمطار التي لا تتوقف لدقيقة واحدة.

 
 

وكان للأهرامات النصيب الأكبر من كميات الماء الهائلة تلك، نظرا للمساحة الشاسعة المطوقة لها.

 

 

ومع نهاية الساعات الأولى من يوم أمس، تم تشكيل غرف عمليات ترأسها الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، للاستعداد بسيارات الشفط للتحرك صوب منطقة الأهرامات وما يجاورها، تراكمت المياه عند مداخل ومخارج المنطقة، اغتسلت الأهرامات الثلاثة بالمياه، استحال لونها تدريجيا من الرملي إلى البني الداكن، اختفت مساحات الرمال الشاسعة أسفل المياه، حتى وصلت عربات الشفط الحمراء وتناثرت في جميع أنحاء المنطقة السياحية الأكبر في مصر.

 

وخلال دقائق ، دبت الروح إلى المنطقة مرة أخرى، بدت الأجواء حولها كعروس مجلوة وزاهية، لم تترك المياه موضع قدم إلا وطالته، غسلته في شيء أشبه بالحملة المكبرة لـ "جلي" الأهرامات وأبي الهول، عاد النشاط يدب بقديمه مرة أخرى وخرجت الجمال من مخابئها ليمارس أصحابها مهنتهم مرة أخرى في انتظار الزيارة القادمة، ليتمتع المصريون بمشهد النيل المجاور للأهرامات وتعود بهم آلة الزمن إلى العصر الفرعوني لساعات قليلة فحسب.

 

الجريدة الرسمية