رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى أمين يكتب: المرأة الجاهلة لا تصلح لدنيا اليوم

مصطفى امين
مصطفى امين

فى جريدة الشرق الأوسط عام 1977 كتب الكاتب الصحفى مصطفى أمين مقالا بمناسبة يوم المرأة العالمى قال فيه:

إذا خطبت فتاة وعرفت أنها لا تقرأ الصحف ولا الكتب فأسرع بفسخ خطبتها، فالبيوت فى المستقبل لا تصلح لها النساء الجاهلات.

وفى الماضى كانت امرأة غير متعلمة تستطيع أن تنشئ بيتا سعيدا، هناك أمهات جاهلات أخرجن إلى الدنيا علماء، ولكن التغيير الهائل الذى حدث فى العالم لم يجعل مكانا لهذا النوع من الأمهات.

اشتغال المرأة ودخول الكهرباء والإذاعة والتليفزيون غير جو البيوت وجعل الرجل يرى على الشاشة نوعا من النساء لم يكن من الممكن لأجدادنا أن يروه.

الأن يسمع أستاذة الجامعة تتكلم ويرى المهندسة الكبيرة وهى تشرح المشروع الذى تقوم به ويرى العالمة وهى تتحدث عن آخر اختراع لها، ثم ينظر حوله فيجد زوجته لا تتحدث إلا عن خلافاتها مع الجيران أو مشاجراتها مع الشغالة أو الأطفال  أى رجل سوف يشعر بعد فترة بشيء من الحسرة لأن المرأة التى تزوجها لا تستطيع أن تتحدث فى موضوعات هامة، لا تثير موضوعا عن كتاب قرأته، أو مقال أطلعت عليه أو قصة أثارت اهتمامها.

لا يستطيع الرجل فى العصر القادم أن يجلس مع امرأة تافهة كل حديثها عن الأغانى والأفلام وأخبار الموضة وأسرار الجيران .

الرجل بعد فترة سوف يشعر بأن هذا النوع من النساء يشده إلى الخلف، يمنعه من الانطلاق بل يشعر أن القدر حدد إقامته مع امرأة متخلفة لا تصلح لدنيا اليوم، وكثيرا ما سوف يجد هذا النوع من النساء الذى يبحث عنه فى زميلته فى المكتب أو المصنع ، فيجد نفسه يقارن بين التفاهة التى يعيشها فى بيته وبين الثقافة التى تحيط به فى عمله ، وهو يقارن بين كوخ يختنق فيه وبين قصر يتجول فيه.. ولا يلبث بعد وقت أن يهدم الكوخ ليسكن القصر. 

مصطفى أمين يكتب: أيادينا ستجئ بالنهار

كل فتاة تريد أن تحتفظ برجلها عليها أن تحول كوخها إلى قصر، أن تفتح نوافذها على المعرفة والعلم، أن تعلم أن قراءة كتاب جديد سوف يزينها لزوجها أكثر مما يزينها الروج والكحل والباروكة وقميص النوم الشفاف.

سيجئ يوم يا آنستى يشعر فيه رجل المستقبل أن مكتبة بيته لا تقل أهمية عن السرير .  

الجريدة الرسمية