رئيس التحرير
عصام كامل

"تسعيرة" المطربين الشعبيين تشعل حرب "المتعهدين".. العشوائية تهدد السوق بعد الانتشار في الخليج وأوروبا.. ومطالب بالتدخل 

فيتو

«من شوارع وحارات القاهرة والمحافظات كانت البداية.. أما النهاية فيبدو أنها لن تكون في كبرى قاعات الفنادق العربية والأوروبية» هكذا يمكن تلخيص رحلة «الغناء الشعبي» في مصر.

فبداية غالبية نجوم الطرب الشعبى كانت من الشارع، وهناك من استطاع منهم تطوير نفسه واللحاق بـ«قطار النجاح»، لينتقل من الشارع إلى قاعة أفراح متواضعة بعض الشيء، ومن ثم قاعات أفراح الفنادق، وصالات «الأندية الليلية».

فقرة الشعبي 

ومع مرور الأيام أصبح تواجد المطربين الشعبين داخل الوسط الفني أمرا واقعيا ومن الصعب إنكاره، حيث أصبحت هناك فقرة ثابتة لمطرب شعبى في غالبية الأفراح، وعلى جميع المستويات، والأمر لم يقتصر على الأفراح الشعبية المصرية، بل وصل الأمر لإحياء نجوم الطرب الشعبى المصرى العديد من الحفلات الغنائية في الدول الأوروبية، وهو ما ساهم في ارتفاع «تسعيرة» استقدامهم للغناء.

الدول الخليجية أصبحت تطالب بقدوم نجوم الفن الشعبي لإحياء حفلات الزفاف، والحفلات بالكافيهات والقاعات الكبرى، وكان أبرزهم الفنان أحمد شيبة ومحمود الليثي، الذين يتعامل المتعهدون معهما تعاملا خاصا لكثرة الطلب عليهما، والمنتج الفني ياسر نوارة الذي يعتبر واحدًا من أبرز المتعهدين في دول الخليج، وبالتحديد «دبي».

تسعيرة 

وضع لـ«شيبة والليثي» تسعيرة محددة في الخليج، وكشف لـ«فيتو»، عن طرق التعاون معهما، حيث قال: الأمر ليس احتكارا كما يشير البعض، إلا أنه يتم وضع معايير محددة تجعل هناك حالة من التيسير على المطرب، والتسعيرة الأساسية لـ«شيبة والليثي» تبدأ من 8 آلاف دولار، بجانب توفير تذاكر الطيران للمطرب والفرقة.

أما سعد الصغير فيعد الأغلى، حيث يحصل على 10 آلاف دولار، ويصطحب معه أكثر من نصف الفرقة لذلك تكون التكلفة أكبر.

أما حسام خليل، الذي يعد من أبرز المتعهدين والمنتجين الفنيين للمصريين في أوروبا، فإنه نجح في وضع ضوابط لاستضافتهم، بجانب التسعيرة الأساسية التي تبدأ من 10 آلاف للحفل الواحدة، وهو ما جعل هناك رغبة لكثير من النجوم في إحياء الحفلات الخارجية، وقال «خليل»: وضع المطربين الشعبيين أصبح مختلفا عن الفترات الماضية، وذلك لنجاح أغانيهم التي انتشرت بسرعة كبيرة للدول الأوروبية، عن طريق الجاليات المصرية، والتي تعد من أبرز الأسباب في زيادة الطلب على هذا النوع من الفن.

كما أن المطرب الشعبي أصبحت له شروط أساسية، أهمها إحياء ثلاث حفلات، من أجل تعويض أيام السفر، بجانب قدوم عازفين من مصر، وهي الأزمة الأكبر التي لم يتم حلها حتى الآن.

وتابع: الاستعانة بعازفين من مصر أمر صعب بسبب الأجور، والاستعانة بعازفين من دول أوروبا مرهق بالنسبة للمطرب، وذلك لعدم حفظ الأغاني، والتواصل على المسرح.

أزمة الأجور 

على صعيد أزمة أجور المطربين الشعبيين أكد «ذوق أبو كف»، أشهر متعهدي الحفلات، أن «المطرب بيتكلم بالفلوس للأسف، وهو ما تسبب في حدوث مشكلات كثيرة في الفترة الأخيرة، بعد إلغاء الحفلات في مصر نظرًا للإغراءات المالية التي تقدم للمطرب من المتعهدين الذين يديرون سوق الحفلات في الخارج».

وأضاف: وضع المطرب الشعبي تخطى كافة الحدود، وذلك بعدما ارتفع سعره من 20 ألف جنيه في الساعة الواحدة، ليصل إلى 35 ألف جنيه في ساعة أفراح القاعات، بينما 45 ألف للأفراح الشرقية «النقطة»، بجانب الحصول على ما يقرب من 100 ألف جنيه في الحفلات المباعة، كما طالب بأن يكون هناك دور لنقابة المهن الموسيقية، من أجل السيطرة على احتكار متعهدي أوروبا والخليج، والحزم في توقيع غرامات على كل من يقرر إلغاء حفلة أو فرح دون سبب واضح، مشيرًا إلى أن «نجوم الفن الشعبي، لم يوقِّعوا على عقود لأعماله أمثال المطربين الكبار، وهو ما جعل هناك عشوائية كبيرة في التنسيق».

الجريدة الرسمية