رئيس التحرير
عصام كامل

ما هو دور الايمان فى تهذيب الغرائز وكبح جماحها ؟

الشيخ محمد متولي
الشيخ محمد متولي الشعراوي

الايمان يدعو الى تهذيب الغرائز ولكن هناك صراع دائم بين متطلبات النفس البشرية واشواقها وبين ماتؤمن به من مثل وقيم عليا ويقع الانسان فى حيرة بين مطالب الجسد ومطالب الروح فما دور الايمان فى تهذيب الغرائز؟ يقول فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى :

 

وجود الايمان هو الذى ينظم هذه الغرائز ويعليها ولا يقتلعها ، فلو اراد الايمان ان يقتل الغرائز فلماذا خلقها الله ؟ اذن هى لها مهمة ، والاسلام لا يصنع من المؤمن مؤمنا جامد القلب بحيث ينطبع على شئ واحد ، وهذا الشئ هو ان يسلم قياده لمنهج خالقه ، يعلى غرائز حب الامتلاك حتى لا يصل الى السطوة والسيطرة ، يعلى الغرائز الجنسية بالزواج حتى يكون المجتمع نظيفا شريفا ، يعلى الغرائز فى طلب القوة لكى لا يكون نهما ولا يكون شرها ، يعلى الغرائز فى حب الاستطلاع كى لا يجعله تجسسا وتتبعا لعورات الناس . اذن فكل غريزة من غرائز الانسان جاء الاسلام ليعدلها ..لا ليجمدها ، بل يستبقيها لان لها مهمة ، والانسان حين ينظر لهذه المسألة يعتقد ان قوة اعلى منه هى التى نظمت له هذه الاشياء ،والقوة التى هى اعلى منه ، لا يستنكف الانسان ان يخضع لها ..لماذا ؟لانها قوة مطلقة اعلى منه وهى التى خلقتنى بقدرتها وهى التى امدتنى بقوة منها ، فإذا ما استقبل الانسان منها امرا ن فإن ذلك الامر لا يسبب غضاضة وهى تقول له كن شديد تارة ، وكن رحيما تارة . اذن هو لا يطبع قوته على شدة مطلقة ، وهو صالح ان يكون شديد ، كما هو صالح ان يكون رحيما ، لانه لو طبع على الشدة فهناك مواقف تتطلب الرحمة ، ، ولو طبع على العزة هناك مواقف تتطلب الذلة ، ولو طبع على لون واحد لامتنع عليه ان يأتى اللون الاخر ، واللون الاخر له مهمة فى الحياة .

ما معنى الآية الكريمة "لقد خلقنا الإنسان فى كبد "؟ يقول الحق تبارك وتعالى (أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) ،اذن فيهم عنصر يمكنهم ان يكونوا اعزة ، وعنصرا آخر يمكنهم ان يكونوا أذلة ، ومتى يكونوا أعزة ، ومتى يكونوا اذلة ..ذلك توجيه الحق  لهم ، كونوا أذلة على اخوانكم المؤمنين ، واعزة على الكافرين (اشداء على الكفار رحماء بينهم ) الفتح . اذن لم يطبع الاسلام المؤمن به على طبع واحد ، لان لكل طبع مهمة ، فلابد اذن من وجود قوة قاهرة عليمة حكيمة وتقرر هذه الاشياء .

الجريدة الرسمية