رئيس التحرير
عصام كامل

مأساة محمد رمضان

متى يحب الجمهور فنانا؟ ومتى يكره الجمهور هذا الفنان؟ هل الشعور بالحب وبالكراهية شعور فى اتجاه واحد.. لا يتغير مهما تغير الفنان؟ بمعنى.. هل لو صار الفنان إنسانا لطيفا ودودا.. استعاد محبة الناس بعد كراهيتهم له؟

 

الافتراضات السابقة ليست خيالية ولا نظرية، بل هى في الحقيقة متعلقة بفنان معروف اسمه محمد رمضان رائد سينما البلطجة والعنف البشع فى مصر بلا منازع! من العدل القول إنه فنان موهوب.. لكنه ليس كذلك فى خاصية الحس الاجتماعى الإدراكى..

 

تحققت له شهرة بسرعة البرق وأمطرت عليه سماء مصر ذهبا ومرجان وسيارات فارهة.. فى وقت حبست فيه السماء والحكومة.. أرزاقا عن الناس فى كثرتهم. الغنى الفاحش والشهرة الكاسحة.. يلزمهما حكمة وعقل كيس! وكيس ليس من الكيس.. بل الكياسة.. التوضيح هذا لأجل رمضان.

اقرأ أيضا

 .. وإعلام التآمر موجود داخليا أيضا !

 

يمكن القول إن الناس يستكثرون على محمد رمضان هذا التحول الطبقى العنيف.. فهو أقل تعليما وأقل تهذيبا وأقل جدوى للبلد، بالقياس لأساتذة بالجامعات وصحفيين كبار ومهندسين ومحامين وأطباء.

 

هكذا شاءت إرادة الله أن يكون رمضان بما سقط عليه من مال وحماقة عقل.. فتنة للناس، وعبرة تجسد مشيئة الرحمن حين يدبر الغيظ لقوم فيعاقبهم بإنزال الحسرة فى صدورهم جزاء وفاقا، لما صنعوه بالوطن من إعلاء قيمة الجهل على قيمة الأحجار الكريمة.. والعلماء!

 

الناس بالفعل لا يرونه قدوة فى العمل العام المتحضر، بل يرونه وأنا كذلك أحد معاول التخريب وتقويض القيم الأساسية فى البيت المصرى.. فهو أول من أحرق أباه بالجاز في مسلسل وهو من بلطج بالسنج والسيوف وهو من ألبس رجلا قميص نوم فاقع لامرأة.. وهو أول وآخر ديك فى مصر!

اقرأ أيضا

سيرة محارب.. أفضل كتاب لعام ٢٠١٩

 

تلك اختياراته واختيارات المنتج. جميعها أداها رمضان بموهبة مدمرى الحضارات. لا يمكن إذن إنكار أنه موهوب كما قلت.. لكن ماذا فعل بموهبته؟ حطم ودمر وصار نموذجا للبلطجة.. له سطوة على الأطفال والمراهقين، ثم هو زعيم.. لقائدى التوك توك!

 

هو صارخ الموهبة! ولكن حين يعطيك الله نعمة فهى فتنة وعليك أن تصون نفسك بها.. لا أن تستعرض بها على خلق الله…

 

وفى الأيام القليلة الماضية صب المصريون سعيرهم على رأس محمد رمضان.. رفضا لموقفه من الطيار الذى أخطأ وأتاح له الدخول الى كابينته وفعل ما فعل.. انقطع عيش الرجل.. فيتهكم عليه محمد رمضان ويسخر..

 

من الغباء ألا تشعر أنك غبى القلب..

 

كان الناس جاهزين نفسيا أساسا ضد هذا الفنان. يرفضونه سلوكا وفنا.. يرفضون التباهى بما أغدقه الله عليه.. يرفضون تعاليه وتنصيب نفسه.. نمبر 1! ما يقدمه محمد رمضان من سلوك وأقوال وأفلام يدمر مجتمعنا...

 

اقرأ أيضا

 التسريب الثالث وهو الأخطر!

 

إننى أدعو نقابة المهن التمثيلية إلى شطب محمد رمضان للسبب ذاته الذى منع به الطيار من العودة إلى قيادة أية طائرة. إذا كان الطيار فُصل لأنه يعرض حياة الركاب للخطر.. فإن هذا الممثل يعرض سلامة المجتمع كله للخطر أيضا.

الجريدة الرسمية