رئيس التحرير
عصام كامل

الكاتب صلاح عيسى يكشف حقيقة حادث 4 فبراير

الكاتب صلاح عيسى
الكاتب صلاح عيسى

فى كتابه (4 فبراير بين تهمة الخيانة وعقدة الذنب) كتب الصحفى صلاح عيسى يفند -من وجهة نظره- حقيقة حادث 4 فبراير، قائلا:

 

فى عهد حكومة حسين صبرى باشا رفضت مصر الحرب على قوات المحور حتى لا تقوم بريطانيا بقصف مصر بقواتها، وعندما تولى حسين سرى باشا تعرضت مصر لحالة من الفوضى وأزمة فى الغذاء الأساسى للشعب.

 

فى أول فبراير عام 1942 استقالت وزارة حسين سرى، وقابل السفير البريطانى مايلز لامبسون الملك فاروق وطلب منه استدعاء مصطفى النحاس رئيس الوفد لتشكيل الوزارة برئاسته، واجتمع الملك برؤساء الأحزاب واقترح عليهم وزارة ائتلافية تضم جميع الأحزاب، وكان مصطفى النحاس وقتئذ فى جولة إلى الصعيد وبلغته الدعوة وهو فى أسوان فحضر إلى القاهرة وأعلن رفضه الاقتراح وساندته شعبية الوفد الكاسحة حينئذ.

 

وأصر على أنه لا يقبل تشكيل وزارة ائتلافية ويصر على حكومة وفدية، وحسمًا للأمر رأى السفير البريطانى ضرورة قيام الملك بتكليف النحاس بالوزارة ورفض الملك فاروق بحجة أن تدخل السفير فيه اعتداء صريح على اختصاصاته الدستورية، فأرسل السفير البريطانى إنذارا إلى الملك شديد اللهجة يقول فيه:

“إذا لم أسمع قبل السادسة مساءً أن النحاس قد دُعي إلى تشكيل الوزارة فعلى الملك تحمُّل تبعات ذلك بالتنازل عن العرش”.

وعُرف ذلك بحادث 4 فبراير 1942، إذ أصر الملك على عدم اختيار النحاس فنفذ البريطانيون تهديدهم وحاصرت قواتهم سرايَ عابدين لإجبار الملك على التنازل عن العرش وتوجه سفيرهم لامبسون إلى مكتب الملك حاملا وثيقة التنازل طالبا التوقيع عليها فاضطر الملك إلى إعلان استعداده لاستدعاء النحاس لتشكيل الوزارة فعدل السفير عن طلبه.

يقول الكاتب الصحفى صلاح عيسى إن هناك من يرجعون ما حدث من تواطؤ النحاس مع الإنجليز إلى شهر قبل الحادث وإنه كان على علم بما يدبره الإنجليز وقت كان فى جولته بالصعيد وإنه عاد إلى القاهرة بناءً على هذا الاتفاق، وقيل إنه أخطر بالمؤامرة وهو على رصيف محطة القطار فى أسوان.

بل إن رئيس حزب الأحرار الدستوريين الدكتور محمد حسين هيكل أكد فى مذكراته أنه عندما طلب الكلمة فى اجتماعه مع الملك والأحزاب تلا رئيس الديوان الإنذار وحين قال النحاس إنه لا يعلم شيئا عن الإنذار، رسم الحاضرون على شفاههم ابتسامة ذات مغزى، ويؤكد أن النحاس كان متواطئا وعلى اتصال دائم بالسفير البريطانى، خاصة أن أمين عثمان المعروف بولائه للإنجليز كان فى استقبال الملك فى محطة العاصمة حين عودته من الصعيد وأبلغ النحاس رسالة من السفير لامبسون.

وأضاف عيسى أن زكى نجيب بشارة عضو مجلس الشيوخ، وكان وفديا ثم انشق عن الوفد مع مكرم عبيد، أكد فى اجتماع الملك أن النحاس موجود فى الصعيد منذ شهر يناير وأنه التقى مع مسئولين من البريطانيين لتدبير المؤامرة.

 

اقرأ أيضا: 

أحمد مكي يكشف تفاصيل مسرحية "حزلقوم”

 

وفى كتابه “معركة فى نزاهة الحكم” كتب جلال الدين الحمامصى -وكان من بين نواب الوفد المنشقين أيضا- أن تعنت مصطفى النحاس يعود إلى أنه كان يعلم بما سيحدث وأنه كان أحد أقطاب صياغة الحادث وأن مكرم عبيد لم يكن يعلم شيئا عن المؤامرة.

الجريدة الرسمية