رئيس التحرير
عصام كامل

كوكب الشرق تكتب: هذه قصة عمري

كوكب الشرق ام كلثوم
كوكب الشرق ام كلثوم

قالوا عنها أسطورة، ووصفها الغرب بأنها اشهر من جان دارك وانها تفوقت على ماريا كالاس، هى العملاقة التى بدأت منذ فترة مبكرة وعاشت وسط الفلاحين فلاحة بسيطة ذاقت مرارة الفقر والحرمان والشقاء واستطاعت فى النهاية ان تصل الى اعلى مراكز التقدير من شعبها ومن شعوب العالم.

فى مثل هذ اليوم 3 فبراير 1975 رحلت سيدة الغناء العربى كوكب الشرق السيدة ام كلثوم التى أطربت الجميع بصوتها القوى والتى استطاعت ان تجمع حولها الجميع فى الوطن العربى حول سهرة الخميس اول كل شهر .

وفى مختارات مجلة الهلال عام 1946 تتحدث أم كلثوم عن نفسها بداياتها وذكرياتها فتقول:

كان والدى يمارس الغناء وكنت انا وشفيفى نتردد على كتاب القرية ، وفى نفس الوقت كان والدى يلقن اخى الغناء ،وكان اخى لا يستطيع حفظ الموشحات بسهولة لكنى كنت احفظها من مجرد السمع . وذات يوم دخلت غرفتى وبدأت اغنى الموشح فسمعنى والدى فاستدعانى وطلب منى اعادة ما غنيت ، وفى الليل كان والدى مدعوا للغناء فى منزل شيخ البلد فألححت عليه ان اشارك فى الحفل وامام الحاحى وافق ، ذهبنا وكان الحضور 15 شخصا ووقفت على دكة حتى يرانى الحضور ولم اشعر بالخوف او الرهبة وغنيت وكأنى أغنى لعروستى الصغيرة.

ورغم ذلك اخاف اليوم من جمهورى واعمل له ألف حساب، وتنقلنا من مديرية إلى مديرية ومسحت بقدمى الصغيرتين القطر المصرى قرية قرية قبل ان اضع قدمى فى القاهرة وارتفع الاجر من خمسة مليمات إلى 150 قرشا واشترى أبى ثلاثة حمير لتنقلاتنا أنا وهو واخى خالد.

سافرت إلى القاهرة لأول مرة للغناء فى عزبة عز الدين يكن بحلوان فى ليلة الإسراء والمعراج وكل ما اذكره عن القاهرة وقتها هو محطة باب اللوق، ولما رآنى يكن بك لم يقتنع بى لصغر سنى، وطلب المطرب اسماعيل سكر للغناء وبعد ان ضمن نجاح الحفل طلب من ناظر عزبته ان تغنى الطفلة موشحا،  سمعت صوت الشيخ ابو العلا محمد من فونوغراف بيت العمدة وهزنى صوته يغنى (افديه ان حفظ الهوى او ضيعا ) واستقر غنائه فى ذهنى الى ان قال لى والدى يوما الشيخ ابو العلا واسرعت اليه وامسكت بيده اعبر له عن اعجابى به.

طلب منى ابى الغناء فرفضت ، كيف اجرؤ على الغناء امام هذا العملاق ، فغنى هو ثم غنيت ، واعجب بصوتى واقترح على والدى ترك القرية والانتقال الى القاهرة وقال له :حرام عليك تحبس موهبة بنتك فى طمان القرية الصغيرة . الححت على والدى فى السفر الى القاهرة وسافرنا لاحياء فرح فى كوم الشيخ سلامة المجاور للعتبة الخضراء واخذت معى تحويشة العمر 15 جنيها وضعتها فى جيبى لكنها ضاعت منى ولم اذرف دمعة واحدة لقد كانت نكبتى اقوى من الدموع .

محمد القصبجى يكتب : أم كلثوم شخصية قوية

وعندما غنيت بحديقة الازبكية سمعت ان الشاعر احمد رامى جاء ليسمعنى فأردت أن أحى الشاعر الذى غنيت اشعاره قبل ان اراه ، أردت ان اقول له أهلا ، فغنيت (الصب تفضحه عيونه ) وكانت المفاجأة بالنسبة له ، واصبح يقدم لى فى كل مرة ديوان من الشعر حتى جعلنى احب القصائد والشعر . فى عام 1926 كونت اول تخت لى من الفنانين محمد العقاد القانون ،سامى الشوا الكمان ، محمد القصبجى العود ، محمود رحمة ايقاع وبعض المذهبجية ، ثم تغير زيى من بالطو وكوفية الى الملابس الحديثةوانتقلت من بيت الدرى بشارع قولة بعابدين الى عمارة بهلر بالزمالك .

الجريدة الرسمية