رئيس التحرير
عصام كامل

عبر صفقة القرن.. «داعش» يبحث عن موطئ قدم جديد في فلسطين

عناصر داعش
عناصر داعش

رغم الضربات الموجعة التي تعرض لها تنظيم داعش الإرهابي خلال الآونة الأخيرة، والقضاء على مناطق تمركزه في سوريا والعراق، إلا أن التنظيم يصر على إعادة إحياء نفسه من جديد؛ ليطل مرة أخرى بوجهه القبيح عبر إعلان دخوله «مرحلة جديدة» يضع فيها ما أسماه «تحرير فلسطين» كأولوية للتحركات.

وتزامن كشف التنظيم الإرهابي عن استراتيجيته الجديدة مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لخطة السلام الأمريكية في الشرق الأوسط والمعروفة إعلاميًا باسم «صفقة القرن»، في وقت يعيش فيه التنظيم حالة من الهشاشة والفشل في تأسيس خلايا منظمة على الأراضي الفلسطينية.

ونشر التنظيم خلال الأيام الماضية تسجيل صوتي عبر أداته الإعلامية المسماة «الفرقان»، والتي تبث محتواها عبر موقع «تليجرام»، حاول فيه استغلال صفقة القرن، لجذب مزيد من الأنصار تحت شعارات رنانة قد تستميل البعض، كعادة التنظيم الإرهابي في محاولة استمالة ضعاف النفوس.

«داعش» يهدد إسرائيل باللغة العبرية بسبب «صفقة القرن»

وطالب المتحدث باسم التنظيم الإرهابي، بضرب أهداف يهودية في أنحاء العالم وحتى التسلل إلى إسرائيل وتنفيذ هجمات داخلها، كما أطلق التنظيم، تهديدا باللغة العبرية، لإسرائيل، وطالب بتحويل «المستوطنات وأسواق اليهود» إلى أرض لتجارب السلاح، وللصواريخ والرؤوس الكيميائية.

وبالنظر إلى الواقع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، نجد أن التنظيم لم يتمكن من تأسيس هياكل تنظيمية واضحة، رغم وجود مجموعات أعلنت ولاءها للتنظيم خصوصا في غزة، لكنها دخلت في صدام مع حركة حماس.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أعلن في خطاب لكشف بنود خطته للسلام في الشرق الأوسط، أنها تنص على حل دولتين واقعي، وأن تكون القدس عاصمة موحدة لإسرائيل.

وقال ترامب، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، إن "إسرائيل تتخذ خطوة ضخمة نحو السلام"، مشيرا إلى أنه سبق أن أكد مرارا أن "الفلسطينيين يستحقون فرصة لحياة أفضل".3

بخط يده وباللغة العربية.. عباس يبعث رسالة "حادة" إلى نتنياهو بسبب "صفقة القرن"

وأوضح ترامب أن رؤيته للسلام "تمثل فرصة لا خاسرين فيها وتشمل حل دولتين واقعيا"، معتبرا أن "صفقة القرن" تعتبر "المقترح الأكثر تفصيلا" على مدى التاريخ، فيما يتعلق بالتسوية في منطقة الشرق الأوسط.

وتابع ترامب: "ستبقى القدس، حسب هذه الخطة، عاصمة موحدة لإسرائيل، وهذا أمر مهم جدا. إلا أنه ليس بإجراء كبير لأنني فعلت ذلك للتو من أجلكم، والأمر سيبقى كذلك".

وبالرغم من ذلك، شدد الرئيس الأمريكي، على أن خطته تقضي بزيادة أراضي سيطرة الفلسطينيين، بأكثر من مرتين، مع "إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية"، إلا أنه لم يذكر تفاصيل هذا البند.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستفتح في القدس الشرقية، حسب الخطة، سفارة لدى فلسطين و"ستكون (واشنطن) فخورة بفعل ذلك".

وفيما يتعلق بمسألة المقدسات، أشار ترامب إلى أن "إسرائيل ستعمل بشكل وثيق" مع العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، الذي وصفه بـ"الرجل الممتاز"، على ضمان "الحفاظ على صفة الحرم الشريف".

وتعهد الرئيس الأمريكي بأن يتم اتخاذ "إجراءات صارمة" ليكون بإمكان المسلمين زيارة هذا المكان المقدس بصورة "سلمية".   

وذكر ترامب أن نتنياهو أبلغه باستعداده لدعم الخطة باعتبارها أساسا للمفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين في "طفرة تاريخية".

واعتبر ترامب أن هذه المرة الأولى التي وافقت فيها إسرائيل على تنازلات وصادقت على نشر خريطة محتملة خاصة بحل الصراع، معربا عن شكره لنتنياهو على ذلك.

وقال ترامب: "من بالغ الأهمية أن النهج المقترح الخاص بحل الدولتين لن يتسبب في زيادة المخاطر بالنسبة إلى أمن إسرائيل مهما حدث".

الجريدة الرسمية