رئيس التحرير
عصام كامل

من هم أصحاب الأعراف؟

الشعراوي
الشعراوي

يقول الحق سبحانه وتعالى فى سورة الأعراف الآية 46 :" وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون" فمن هم هؤلاء الأعراف ؟

يجيب فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى فيقول :الأعراف جمع عرف مأخوذ من عرف الدين وهو أعلى شيء فيه ، والمعنى كأن بين الجنة والنار مكانا مرتفعا كالعرف يقف عليه أناس يعرفون أصحاب النار بسيماهم ، ويعرفون أصحاب الجنة بسيماهم ، فكأن من ضمن السمات والعلامات ما يميز أهل النار عن أهل الجنة .

والإنسان ساعة يؤمن ويصير أهلا لاستقبال سمات الإيمان وكلما دخل فى منهج الله طاعة واستجابة أعطاه الله سمة جمالية تصير أصيلة فيه تلازمه ولا تفارقه . والنور يشع من قلوب المؤمنين، وقد سئل عمر رضى الله عنه عن المتقين فقال :الواحد منهم يزيدك النظر إليه قربا من الل،ه وكأنه رضى الله عنه يشرح  لنا قول الحق سبحانه فى سورة الفتح "سيماهم فى وجوههم من أثر السجود " وساعة ترى المؤمن المتقى لله تسر وتفرح به، ولا تعرف مصدر هذا السرور إلا حين يقال لك إنه ملتزم بتقوى الله ، وهذا السرور يلفتك إلى أن تقلده لأن رؤياه تذكرك بالخشوع والركوع والسكينة . وبالعكس من ذلك أصحاب النار تبتعد عنهم سمات الجلال والجمال وتحل محلها سمات القبح والبشاعة،  يقول الحق تعالى فى سورة آل عمران :"فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ". وجماعة الأعراف هم من تساوت سيئاتهم مع حسناتهم فى ميزان العدل الإلهى الذى لا يظلم أحدا مثقال ذرة ويقول القرآن الكريم "فأما من ثقلت موازينه فهو فى عيشة راضية ، وأما من خفت موازينه فأمه هاوية " وهؤلاء الذين تساوت حسناتهم مع سيئاتهم جلسوا على الأعراف ينتظرون وينظرون لأهل الجنة قائلين :سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون "سعداء بعطاء الله لأهل الجنة يطمعون أن يغفر لهم وهم فى مأزق بين الجنة والنار إلا أنهم فرحون سعداء لأهل الجنة .

تعرف على فضل سورة الأعراف

وحين ينظرون إلى أهل النار يقول الحق سبحانه :"وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين "  والمعنى هنا يصرفون أبصارهم لأنهم يكرهون أن ينظروا إليهم لأنهم ملعونون ويقولون لأنفسهم يارب جنبنا أن نكون معهم فى النار .

الجريدة الرسمية