رئيس التحرير
عصام كامل

في جناح فلسطين بمعرض الكتاب.. لا صوت يعلو فوق صوت القضية | صور

جناح فلسطين في معرض
جناح فلسطين في معرض الكتاب

تبرم الصفقات وتُرسم الحدود، وتصدر البيانات الرسمية من حين لآخر، محاولة كتم صوت عربي ظل لأكثر من سبعين عاما لا يغيب ولا يتراجع باحثا عن المقعد الخلفي، فلأنها "فلسطين"، بديهي أن تجدها في الصدارة وفي المقدمة في أي محفل عالمي أو محلي ثقافيا كان أو اجتماعيا وربما سياسيا أيضا، وبتلك المكانة ذاتها، اتخذ جناح فلسطين في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 51 مقعده في المقدمة، فكان قبلة العشرات من الزائرين المتجهين ناحية صالة 3 والمختصة بأجنحة الدولة العربية في المعرض، يقف أحدهم محدثا زوجته، "يلا نروح نتصور جنب علم فلسطين".

 

حاملا ابنته التي لم تتجاوز الخمسة أعوام، يذهب المواطن المصري صوب العلم الفلسطيني المثبت في مدخل جناح دولة فلسطين بالصالة، يحملها لتجلس على مقعد علوي حتى يطال جسده الصغير العلم كاملا، تمسك به بينما يردد على سمعها عبارة "قولي القدس عربية" فتهمس الصغيرة بالعبارة كما قالها الأب، ربما لا تعرف ماهي القدس وكيف هذا الشيء العربي!".

 

 

 

يلتقط الأب الصورة ويرحل، يتتابع بعد ذلك الزائرون للهدف ذاته في حين يبحث البعض عن الأعمال الفلسطينية الأدبية والسياسية والاجتماعية في الجناح، والمؤسسة الراعية له والمتمثلة في "دار الجندي للطباعة والنشر".

 

 

مساحة صغيرة من صالة العرض بالمعرض يتوسطها كرسي ومنضدة خشبية يجلس وراءها "سمير الجندي" ابن حارة السعيدية بالبلدة القديمة في القدس المحتلة وأحد الأفراد الستين المشاركين في تأسيس هذه الدار التي تعد الدار الوحيدة في منطة القدس المحتلة، "أنا مدير وشريك في دار الجندي الفلسطينية للنشر والطباعة، هذه الدار ملك لأهل القدس ومقرها في مدينة القدس الشريف.

 

 

 تأسست هذه الدار على يد آل الجندي منذ عام 2011، وحتى هذه اللحظة لم نغب يوما عن معرض القاهرة الدولي للكتاب"، يجد سمير في داره أداة مغايرة وسلاح ربما أكثر فتكا من الأسلحة الثقلية ومعدات القتال، فكلما أردت إسرائيل طمس الهوية الثقافية الفلسطينة، تخرج إصدارات دار الجندي لتعلن عن نفسها حاملة راية التثقيف والتعبير عن الهوية الفلسطينية من خلال إعادة طباعة ونشر مئات الكتب والمجلدات القديمة الخاصة بكتاب وشعراء فلسطينيين وكذلك المؤلفات السياسية والفلسفية للكتاب الفلسطينيين.

 

 

 "وجدت هذه الدار حتى تملأ فراغا كان حاصلا بسبب الأوضاع السياسية والضغوطات الثقافية التي نتعرض لها، ومنذ تاريخ تأسيسها حتى هذه اللحظة وتضييق خناق وإغلاق وضرائب باهظة، رغم منعنا من الانتشار لكننا مستمرون، يقفلون المكتبة نشتغل في البيت، يمكن من سنة  حتى هذه اللحظة الدار مغلقة بسبب سياسة النشر التي تتبعها الدار".

 

 

 جولة قصيرة بين أروقة الجناح تصفح سريع وتمريرة عين على ما يحويه كل كتاب أو رواية، حتما سيلفت نظرك شعار صغير جدا مثبت في أسفل ظهر كل غلاف حديث الطباعة، "القدس عاصمة فلسطين الأبدية"، لم توضع هذه العبارة هباء أو بدون تخطيط مسبق، فهي تعتبر ردة فعل على طريقة آل الجندي الخاصة، على إعلان  الرئيس الأمريكي القدس عاصمة لدولة إسرائيل ووضعنا على كل كتاب بعد أن قرر ترامب أنه القدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر عام 2018، وضعنا خلف كل غلاف شعار مكتوب عليه عبارة "القدس عاصمة فلسطين" لتعبر عن رفضنا القرار، لأنه “ما في صوت فلسطيني غيرنا بالمعرض غيرنا في المعرض وقبل عام 2011 ما كان لنا وجود في المعرض، ولكن من 2011 وحتى اليوم ما غبنا عن معرض القاهرة ولا يوم، ولا دورة ومستمرين لنوصل للعالم العربي كله رسالتنا”.

 

 

اقرأ أيضا: 

علي جمعة: التراث تراكم تاريخي يشكل هوية المجتمع وخصوصيته

 

“بيتنا كله أصبح مكتبة ودار نشر ومخازن وبنوزع من خلالها، كتبنا تختلف بين الشعر والأدب الفلسطينين، والفلسفة والعلوم الاجتماعية والسياسة والجغرافيا الفلسطينية” فبعد إغلاق دار النشر في القدس حرص أبناء الجندي على البحث عن مقر آخر للدار حتى يستمر نشاطها، فما كان عليهم إلا أن يخصصوا منزلهم مخزنا ومكانا لتوزيع مطبوعات الدار.

 

الجريدة الرسمية