رئيس التحرير
عصام كامل

مذهب الأشاعرة يشعل الخلاف في مؤتمر الأزهر

فضيلة الإمام الأكبر
فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر

أثار مذهب الأشاعرة حالة من الجدل في مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي، الذي يعقد منذ أمس الإثنين واليوم الثلاثاء، حيث قال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة "لازلنا أسرى أفكار الأشعرية والمعتزلة، وأن العقيدة الأشعرية تقوم في جزء كبير منها على أحاديث الأحاد"، وذلك خلال كلمته بمؤتمرالأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي. 

 

في حين نجد أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور  أحمد الطيب شيخ الأزهر، يقول عن المذهب الأشعرى إنه "عودة بالمسلمين لعهد النبى صلى الله عليه وسلم، وأن مذهب المعتزلة مخترع، وكذلك مذهب السلف الذى نراه ويروج به الآن"، مؤكداً أنه مذهب أهل السنة والجماعة، وأن مؤسسة الأزهر تهتم بالحفاظ على منهج النبى.

 

اقرأ ايضا: 

شيخ الأزهر رداً على الخشت: الأشاعرة لا يقيمون منهجهم على أحاديث الآحاد 

 

وأضاف شيخ الأزهر إن إهمال التراث بأكمله كارثة، مؤكدًا أن الأشاعرة لا يقيمون منهجهم على أحاديث الأحاد، ولكن يعتمدون على الأحاديث المتواترة.

 

الأمر الذي أطلق عددا من التساؤلات عن مذهب الأشاعرة، ومن هم الأشاعرة، وهل هم من أهل السنة، وهل حقاً أن كثيراً من العلماء يتبع المنهج الأشعري كالإمام النووي.

 

والأشاعرة هم فرقة تنتسب إلى أبي الحسن الأشعري، وقد مر أبو الحسن الأشعري بمراحل، كان في الأولى منها معتزليا وبقي عليها حوالي أربعين عامًا، ثم رجع عن الاعتزال إلى رأي عبد الله بن سعيد بن كُلاّب، وتأثر به وهي المرحلة الثانية، وقد كان الإمام أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب، وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره ، كما أخبر الإمام ابن خزيمة عنه.

 

واختلف العلماء هل رجع الأشعري عن قول ابن كلاب إلى مرحلة ثالثة فوافق أهل السنة والجماعة موافقة تامة، ورأت طائفة أنه رجع إلى قول أهل السنة، قال ذلك الحافظ ابن كثير ومن المعاصرين الشيخ حافظ الحكمي، واستدلوا على ذلك بكلامه في كتاب "الإبانة"، آخر كتبه.

 

قال الاشعري: "قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها: التمسك بكتاب الله ربنا عز وجل، وبسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نضر الله وجهه، ورفع درجته ، وأجزل مثوبته قائلون، ولما خالف قوله مخالفون؛ لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل، الذي أبان الله به الحق، ودفع به الضلال وأوضح به المنهاج ، وقمع به بدع المبتدعين، وزيغ الزائغين، وشك الشاكين، فرحمة الله عليه من إمام مقدم، وجليل معظم، وكبير مفهم".

 

اقرأ أيضا: 

عميد "أصول الدين" يرد على الخشت: مذهب الأشاعرة طوق النجاة للعالم 

 

واتبع الأشعرية عدد من فقهاء أهل السنة والحديث، ومنهم الحاكم، والبيهقى، والباقلانى‏، والجوينى، والنووى، والغزالى، والرازى، والآمدى‏، والإيجى، والتفتازانى‏، وابن الجوزى، وابن عساكر، وابن حجر العسقلانى، والعز بن عبد السلام، والسيوطى، والتاج السبكى، وغيرهم كثير من العلماء الأعلام.

 

اقرأ أيضا: 

الخشت: التجديد ليس حكرا على الأزهر وتطوير الفكر ضرورة  

ويُعد مذهب الأشاعرة من المكونات الرئيسية لأهل السنة والجماعة، إلى جانب فضلاء الحنابلة، وقد واجه أبى الحسن الأشعرى المعتزلة، وانتصر لآراء أهل السنة، وكان إمامًا لمدرسة تستمد اجتهادها من المصادر التى أقرها علماء السنة، وخاصة فيما يخص صفات الخالق، ومسائل القضاء والقدر.

 

ويعتبر علماء الأزهر المذهب الأشعري منهج وسطى لا ينتمى للسلفية التى تأخذ بالنص، أو المعتزلة الذين يعملون العقل فقط.  

الجريدة الرسمية