رئيس التحرير
عصام كامل

"فيرمونت"..صندوق أسرار صفقات الجماعة.."الديار القطرية" المالك الأكبر له..قبيل الانتخابات شهد اتفاق "مرسي" والقوى السياسية وبعدها بحث تشكيل حرس ثوري إخواني لقمع المتظاهرين..قاعة للـ"شاطر" لعقد صفقاته

خيرت الشاطر
خيرت الشاطر

"فيرمونت"..أحد فنادق القاهرة الفاخرة الذي تحول من مكان إقامة سياحي يتردد اسمه بين أثرياء القوم إلى أحد الأماكن الشاهدة على اجتماعات وصفقات سياسية بدأت قبيل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية واللقاء الشهير بين "مرسي" والقوى السياسية في إحدى قاعاته حتى بدا وكأن الجماعة تتفاءل سياسيا بهذا المكان إلا أن معرفة أن الجزء الأكبر من ملكية الفندق يتبع شركة الديار القطرية ربما يجيب على تساؤل: لماذا تختار قيادات الإخوان "فيرمونت" بالتحديد لعقد صفقاتهم واجتماعاتهم السرية!



يضم الفندق 558 غرفة و38 جناحا منها جناح كبير مخصص لقيادات جماعة الإخوان، وتحديدا المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد، وبهذا الجناح قاعة اجتماعات مغطاة ضد الصوت، لمنع تسريب تفاصيل الاجتماعات ويتردد أن من أبرز رواد الفندق خيرت الشاطر وحسن مالك وأحمد عبدالعاطي، مدير مكتب رئيس الجمهورية، وأيمن علي، مستشار رئيس الجمهورية، والدكتور عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية لشئون العلاقات الخارجية، والدكتور ياسر علي، مدير مركز معلومات مجلس الوزراء، وخالد القزاز، سكرتير رئيس الجمهورية، والمستشار إيهاب فهمي، المتحدث باسم الرئاسة.

بدأ الظهور السياسي للفندق عندما شهد المؤتمر المغلق الذي عقده "مرسي" مع عدد من الشخصيات والرموز السياسية ليلة إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية والذي صدر عنه ما عرف بمعاهدة " فيرمونت " التي نقضها "مرسي" فيما بعد وكان من اللافت للنظر اختيار جماعة الإخوان المسلمين أن يتم عقد المؤتمر بأطراف القاهرة على الرغم من وجود العديد من الفنادق الراقية على كورنيش النيل بوسط المدينة.

أصبح "فيرمونت" الفندق الذي تعقد به مؤسسة الرئاسة المؤتمرات الرسمية والتي تواجه صعوبة في عقدها بمنطقة وسط البلد وما يحيط بذلك من أحداث عنف واشتباكات كان من بينها القمة الإسلامية التي عقدت في فبراير الماضي وكان هناك طلب من الفريق السيسي بعقدها في شرم الشيخ بسبب الإجراءات الأمنية إلا أن المؤسسة الرئاسية أصرت على عقد القمة بفندق "فيرمونت" كما تم نقل قمة وزراء الخارجية العرب بنفس الفندق بدلا من الجامعة العربية ليتولى الحرس الجمهوري وشرطة الرئاسة تأمين الفندق والوفود الرسمية للدول المشاركة.

الفندق تحول إلى قِبلة لعقد لقاءات بين أصحاب القرار في مصر الآن فأصبح مقرا دائما للقاءات المهندس خيرت الشاطر مع رجال الأعمال الخليجيين والأتراك وأعضاء مؤسسة الرئاسة والمنتمين للجماعة ومكتب الإرشاد وهو ما جعل الإعلام يتربص باقتناص صورهم أثناء دخولهم وخروجهم خاصة مع ما يتقلدونه من مناصب رسمية لا تسمح لهم بالتورط مع فصيل سياسي بعينه دون غيره على الأقل أمام العيان.

أصبح "فيرمونت" مقر اللقاءات غير الرسمية لرجال القصر، والذين ينتمون أيضا إلى مكتب الإرشاد مثل عصام الحداد وخالد القزاز والدكتور ياسر علي المتحدث السابق باسم الرئاسة الذي يتواجد بشكل يومي لتناول العشاء وعقد لقاءات مع بعض الشخصيات بأحد المطاعم الملحقة بالفندق حتى أن روايته الشهيرة الخاصة بإقالة طنطاوي وعنان خرجت من أحد هذه اللقاءات بـ"فيرمونت" مع بعض الشخصيات الصحفية.

وشهد الفندق أيضا لقاءات بين أيمن علي مستشار الرئيس لشئون المصريين في الخارج ومحيي حامد مستشار الرئيس لشئون التخطيط والمتابعة، بالإضافة إلى عدة لقاءات جمعت بين الأخوين "مكي" النائب السابق لـ"مرسي" وأخيه وزير العدل وعدد من الشخصيات من مكتب الإرشاد والرموز القضائية في وقت اشتعال أزمة مقاطعة القضاة الإشراف على الاستفتاء وأزمة النائب العام الأولى للإطاحة بعبد المجيد محمود.

وفي رواية لأحد العاملين بالفندق قال أن هناك إحدى القاعات التي يقوم بحجزها المهندس خيرت الشاطر في أوقات متفاوتة ويتولى طاقم الحراسة الخاص به استلامها وتأمينها للتأكد من خلوها من أي أجهزة تنصت على أسرار صفقاته السياسية أو الاقتصادية على حد سواء.

وتردد أيضا على لسان إحدى العاملات بالفندق أنه تم الاستعانة بطاقم الضيافة الخاص بالفندق لتجهيز مأدبة عشاء في أحد القصور الرئاسية رافضة الكشف عن أي تفاصيل حول تلك المأدبة.

ومن الجدير بالذكر أن مجموعة "فيرمونت" عبارة عن مجموعة فنادق عالمية يمتلك نسبة منها الوليد بن طلال رجل الأعمال السعودي عن طريق مجموعة شركات المملكة للاستثمارات الفندقية، وأيضا يمتلك رجل الأعمال السعودي فهد الشوبكشي نسبة فيها، بينما تستحوذ على النسبة الأكبر منها شركة الديار القطرية وعدد من رجال الأعمال السعوديين والقطريين.

الوضع الخاص الذي حظي به فندق "فيرمونت" في عهد حكم الإخوان جعله يتبع حالة من التشديد الأمني حول عملائه خوفا من استهداف زبائنه من قيادات جماعة الإخوان والرئاسة فأي محاولة لحجز إحدى قاعات الفندق تواجه العديد من الإجراءات والتدقيق الأمني فلا يقبل الفندق إبداء أي معلومات حول إجراءات الحجز قبل التأكد من شخصية الحاجز والتحري عنه بدقة، وعن الشركة التابع لها بل وطلب قائمة كاملة بأسماء الضيوف قبلها بوقت كاف للاستعلام عنهم وتحديد هويتهم.

من أبرز اللقاءات التي تم عقدها بـ"فيرمونت" لقاء بين وفد يترأسه قائد الحرس الثوري الإيراني، وقادة الإخوان المسلمين لبحث تشكيل حرس ثوري إخواني لقمع المتظاهرين، وهو اللقاء الذي أطاح بأحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق.
الجريدة الرسمية