رئيس التحرير
عصام كامل

كابوس الختان يعود من جديد.. "سهير وبدور وكريمة" أحدث ضحاياه.. جرمه البرلمان في 2008.. الإخوان وضعوا له تسعيرة مخفضة

لا لختان الاناث -
لا لختان الاناث - صورة أرشيفية

عادت ظاهرة ختان الفتيات تطل برأسها القبيح مرة أخرى نتيجة العادات والتقاليد المتحجرة والموروثات المتجذرة في أعماق المجتمعات الريفية خاصة في صعيد مصر، وسهير الباتع إبراهيم هي أحدث ضحية للختان.


الطفلة ذات 13 ربيعا لم تعرف ما يحدث بها، لم يشفع لها عند والديها نظرات الخوف في عينيها، وقضوا على حياتها بـ50 جنيها فقط، لقد ماتت الطفلة على يد أحد الأطباء الذين قتل المال ضمائرهم وعواطفهم فتخصصوا في إجراء هذه العمليات بالاتفاق مع الأهالي. 


ورغم أن ختان الإناث من أكثر الموضوعات التي دار حولها جدل كبير بين مختلف فئات المجتمع المصري، فمنهم من قال إنه عادة خاطئة، ومنهم ألصقها بالدين والعفة والطهارة، إلا أن الحقيقة التي أقرها الجميع أنها انتهاك لكرامة المرأة منذ نعومة أظافرها، لتساق الفتاة إلى مجزرة الداية أو مشرط الدكتور ليتم ذبحها وطمس ملامح أنوثتها وهتك عرضها تحت مسمى "ختان الإناث".

كل القوانين الدولية جرمت "ختان الإناث" وقامت بمنعها في كثير من الدول، أيضًا جرمها القانون، وتبرأ منها رجال الدين الإسلامي، وبالرغم من ذلك كله ما زالت بعض الأسر تمارس هذه العادة وبصورة كبيرة ولا حياة لمن تنادي وكأن المجتمع يعاقب المرأة على تركيبتها الفسيولوجية التي خلقها الله عليها.

موت سهير سبقه أيضا حادث الطفلة بدور ذات 12 عاما والتي ماتت أثناء قيام أحد الأطباء بإجراء هذا الجرم البشع في عيادة بالمنيا، بدور ضحية الجهل والتخلف فبدلًا من أن تحضر لها أمها الحلوى هدية النجاح ذهبت بها إلى طبيبة مجرمة تحول أجساد الملائكة إلى بيزنس وسمسرة، طفلة تضحك للدنيا لا تعرف أن ذنبها أنها تحمل تاء التأنيث، وعلى أثر ذلك قررت وزارة الصحة إغلاق العيادة الطبية بعد حادث وفاة الطفلة.


أيضا توفيت أميرة محمد صلاح البسيونى بكفر الطويلة مركز طلخا أثناء عملية ختانها في عيادة أحد الأطباء بعد أن ظلت تنزف لمدة خمسة أيام متواصلة.
كما توفيت أيضًا الفتاة أمنية عبد الحميد أبو العلا 14 سنة إثر عملية ختان أجراها لها طبيب قرية كوم اثنين بمركز قليوب بعد هبوط حاد بالدورة الدموية.
وأيضا الطفلة كريمة رحيم مسعود لقيت حتفها أثناء إجراء عملية الختان في إحدى العيادات الخاصة بقرية كفر جعفر بمركز بسيون محافظة الغربية، وبعدها مباشرة أفادت التقارير بأن المركز الطبي الذي أجريت فيه عملية الختان قد أغلق، وكشفت وفاة الطفلة عندما حاول والدها استخراج شهادة وفاة لها من طبيب آخر في أحد مكاتب الصحة، ورفض الطبيب إصدار الشهادة قبل معرفة أسباب الوفاة والكشف عنها.

ولم تتوقف جرائم الختان عند هؤلاء الضحايا فالطفلة رحمة 14 عاما ارتكبت جريمة قتل بشعة بهدف الهروب من جريمة لا تقل بشاعة عنها، وهى إجبار والدها لها على الختان فعندما أدركت أن الدموع والتوسلات لن تنقذها قررت خنق طفلة صغيرة لتدخل السجن وتهرب من هذه المأساة، هناك أيضا الطفلة نرمين التي توفيت بإحدى قرى المنوفية نتيجة لعملية ختان فاشلة.


وتعتبر مصر من أكثر دول العالم ممارسة لعادة ختان الإناث على الرغم من جهود محاربة هذا التقليد، وأثار صعود تيارات دينية إلى سدة الحكم مخاوف منظمات حقوق المرأة من عودة الظاهرة التي تصنف بأنها صورة من العنف الذي يمارس ضد المرأة وانتهاك لحقوق الإنسان، وكان مجلس الشعب المصري قد وافق في يونيو 2008 على تجريم ختان الإناث في قانون العقوبات من خلال الحكم بالسجن لمدة ثلاثة أشهر كحد أدنى وسنتين كحد أقصى، أو بدفع غرامة تتراوح بين 150 و750 دولارا أمريكيا.

ومع صعود الإخوان المسلمين إلى هرم السلطة في مصر وجد ختان الإناث تشجيعًا مجددًا، ففي عام 2012، بدأ بعض النواب الإسلاميين يطالبون في مجلس الشعب بعودة ختان الإناث، ومع اقتراب الجولة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية في الربيع الماضي 2012، تنقل بعض أعضاء حزب الحرية والعدالة، بين القرى لعرض عمليات ختان للإناث بأسعار مخفضة، وتم رصد هذه الحالات فعلى سبيل المثال، في قرية أبو عزيز بمحافظة المنيا، وعندما جذبت عروضهم لختان الإناث الانتباه الشعبي، اختفوا بشكل مفاجئ، وهم على علم تام بأن ختان الإناث جريمة يعاقب عليها القانون، لكنهم أنكروا تورطهم في أي من هذه الحملات.

الجريدة الرسمية
عاجل