رئيس التحرير
عصام كامل

سنة تاسعة فيتو

بسم الله نضع أقدامنا على العتبة التاسعة من عتبات فيتو، ثمان سنوات مضت بكل ما فيها من أحداث عجاف، حاولنا خلالها أن نكون طرفا في معادلة المعلومة والموقف، واعتبرنا أنفسنا بفريق العمل الشبابي واحدة من إطلالات ثورة يناير مهما كان طرحها، أو لذة ثمارها أو مرارتها، كنا ولا نزال نراهن على أن الصحافة الوطنية مدفع ودانة في مواجهة أعداء التغيير والحرية، ووضع بلادنا في موضعها الصحيح، رغم الصعاب والمؤامرات والظروف الدولية الساخنة.

 

ثمان سنوات نراهن على جيل جديد قدم نفسه للقارئ في مصر وخارجها، جيل امتلك أدوات حديثة لا تحول دونها حدود جغرافية، ووسيط قافز على كل الموانع، جيل يقاتل في بحر من الظلام الدامس من أجل الإمساك بأدواته، وإعلان نفسه قادرا على المضي قدما في طريق التاريخ التليد لصحافة مصر، التي أضاءت بعمالقة عظام كل جنبات الأمة، وقدمت لوطنها الأكبر مطبعة وورقا مضيئا وأفكارا تطارد عتمة الجهل وتنشر العلم نورا لكل الناس.

 

ارفع رأسك فوق أنت صحفي!

 

استطاع زملائي من شباب هذا الجيل أن يكونوا جزءا من المعادلة الصعبة في فترات عصيبة، فكانوا جزءا من الميادين، بين الناس يسجلون أنّاتهم وأحلامهم وطموحاتهم، في فترات الصعود الشيطاني للإخوان كنا في طليعة الصف نواجه المؤامرة.. مؤامرة تغييب الوطن وتقديم الجماعة بديلا له، طاردونا في الشوارع والمحاكم، وألقوا على أبنائنا المولوتوف وقصفوا أعينهم ببنادق حملوها في مواجهة القلم، أصيب من أصيب دون تراجع أو وهن أو خوف.

 

رأينا بأعيننا زملاء لنا في -مقدمة الصف الآن- وقد أطلقوا لحاهم تقربا للجماعة، ورأينا كبارا يبحثون عن فرص لدى الأمير الجديد، رأينا أوضاعا تتغير وأمورا تتبدل، ومعادلات تنقلب رأسا على عقب، ولم نفقد البوصلة، وظل إيماننا بأن وطننا أكبر من "حبسه" في فكرة شيطانية، أو تغيير هويته بين يوم وليلة، وأشهد الله أني تعلمت من شباب هذا الجيل كثيرا من المثابرة والصبر والعزيمة في مشوار مواجهة الإرهاب الإخواني السرطاني.

 

بنبان.. صناعة مصرية خالصة

 

ثمان سنوات كنا في بعضها نحلم بوطن يسع الجميع، ثم تقلص الحلم لنبحث عن وطن، نعم كنا نبحث عما تبقى من وطن تهدره جماعة لا تعرف معنى الوطن، ورغم كل شيء عشنا أوقات حرية نعمنا فيها وبها ومهما كانت الصعاب ومهما تقلصت حدود الحرية سنظل نبحث عنها بأدوات الصحفي المؤمن برسالته، وبروح هؤلاء الشباب الذين تحملوا عناء التجربة كلها، بكل ما أحاط بهم من الهم العام أو الهم الخاص، أو حتى هشاشة جنيهات يقبضونها في مواجهة غول ينتصب في الأسواق اسمه الغلاء.

 

حكاية التغيير فى مصر

 

على أول العتبة التاسعة نبني قصورا من الآمال، نحلم بحرية تغطي وجوهنا من لفحة تضييق ليست في صالح الجميع، نحلم بوطن عربي قادر على احتواء محيطه الهادر شباب تتخبطه الأمواج من كل حدب وصوب. 

على العتبة التاسعة أحلم بأن تنتشر عدوى الإصرار والعزيمة والعمل من شباب فيتو القابض على الأمل -رغم الصعاب- إلى كل جنبات وطننا الحبيب.

الجريدة الرسمية