رئيس التحرير
عصام كامل

5 رسائل دينية مع استقبال العام الجديد

الدكتور خالد بدير
الدكتور خالد بدير

وضع الدكتور خالد بدير، من علماء الأزهر والأوقاف روشته لاستقبال العام الجديد 2020 وجاء في رسالته الأولى إن تقارب الوقت والزمن وسرعة مروره علامة على قرب الساعة، فقد أخرج الترمذي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ فَتَكُونُ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَالشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونُ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونُ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونُ السَّاعَةُ كَالضَّرَمَةِ بِالنَّارِ ” ؛ وفي رواية “وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ الْخُوصَةُ ” أي ورق الجريد اليابس.

 وأوضح لـ"فيتو" أن ذلك التقارب من علامات الساعة فإننا  نشهد وقوعها اليوم ونراها واضحة جلية، فالوقت يمر على الناس بصورة سريعة تدعو للدهشة والتأمل، فلا بركة في الوقت؛ حتى يخيل إلى الواحد أن السنة كالشهر؛ والشهر كالأسبوع؛ والأسبوع كاليوم؛ ولا أصدق من وصف النبي صلى الله عليه وسلم. قال ابن حجر: ” قد وجد ذلك في زماننا هذا , فإننا نجد من سرعة مر الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا .” فكيف لو رأى زماننا اليوم .

الرسالة الثانية: عمرك في نقصان لا زيادة  مضى عام ، وكلٌ منا يحتفي ويحتفل بذكرى ميلاده؛ ويوم خروجه على المعاش؛ وزيادة عام من عمره؛  والمتأمل المتبصر يعلم أنه قد نقص من عمره عام، فقد يظن البعض أن عمره زاد عاماً فالعام الماضي كنت أبلغ تسعاً وثلاثين سنة، وهذا العام قد بلغت الأربعين فزاد عمري، نقول: لا، بل نقص عمرك، ويقول الحسن البصري، رحمه الله -: “يا ابن آدم، إنما أنت أيام، إذا ذهب يوم ذهب بعضك”. وقال: “يا ابن آدم، نهارك ضيفك فأحسِن إليه، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك، وكذلك ليلتك”. وقال: “الدنيا ثلاثة أيام: أما الأمس فقد ذهب بما فيه، وأما غداً فلعلّك لا تدركه، وأما اليوم فلك فاعمل فيه”.

 

أهمية معية الله في حياة الإنسان أما الرسالة الثالثة : الدنيا ساعة فاجعلها طاعة.. فهل فعلاً حياتك كلها وسنوات عمرك ساعة؟ الجواب: نعم ، عمرك كله ساعة ، وسأدلل لذلك بالمعقول والمنقول.

قال تعالى: { وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ } (الحج: 47)، فاليوم بحساب الله بألف سنة من حسابنا، وأعمار هذه الأمة بين الستين والسبعين وأقلهم من يجوز ذلك. فعمرك ستون سنة، واليوم عند الله بألف سنة، ولو قسمنا يوم الله – الألف سنة – على 24 التي هي ساعات اليوم لكانت النتيجة 1000 ÷ 24= 41 يعني ساعة إلا ثلث، لأن الثلث وقت نومك لا تحاسب عليه، فالستون سنة تساوي بحساب الله ساعة إلا ثلث، من يوم الله.

وتابع: ذكر الله أحوال الناس في المحشر وهم يعترفون بأن الدنيا ساعة فقال تعالى: { وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَنْ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} ( يونس:45) وقال: { كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ } ( الأحقاف: 35 ) وقال: { وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ } ( الروم: 55)

الرسالة الرابعة: بداية الصفحة وآخرها ابدأ يومك  وابدأ شهرك  وابدأ عامك، بطاعة واختمه بطاعة، فالبدايات والخواتيم عليها مدار الفوز والخسارة وابدأ يومك بصلاة فجر أو قيام سحر، واختمه بنوم على سلامة صدر وطهارة بدن، فلو كان أول سطر في صحيفتك خيرا وآخر سطر فيها خيرا لمحا الله لك ما بينهما، وأنا أستبشر هنا ببشارة حبيبنا صلى الله عليه وسلم : «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان: مكفِّراتٌ ما بينهن إذا اجتُنِبَتْ الكبائر» .

الرسالة الخامسة: هيا قبل أن تندم ولا ينفعك ندم   فقد كان السلف الصالح لا يندمون إلا على فوات الوقت الذي لم يرفعهم درجة، قال ابن مسعود: “ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزدد فيه عملي” فقد وقف الحسن البصري على جنازة رجلٍ فقال لصاحب له يعظه: تُرى هذا الميت لو رجع إلى الدنيا ماذا يصنع؟! قال: يكثر من الطاعات؛ قال له الحسن: قد فاتته فلا تفتك أنت؛ فبادر باغتنام أوقات عمرك في طاعة الله، واحذر من التسويف والكسل، فكم في المقابر من قتيل سوف، والتسويف سيف يقطع المرء عن استغلال أنفاسه في طاعة ربه، فاحذر أن تكون من قتلاه وضحاياه .

الجريدة الرسمية