رئيس التحرير
عصام كامل

محمد التابعي يحكي مشوار خمسين عاما في بلاط صاحبة الجلالة

الصحفى محمد التابعى
الصحفى محمد التابعى

مانشيت رئيسى فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية، لقب بالبرنس، أمير الصحافة، أمير العشاق.. استطاع برشاقة أسلوبه وعباراته القصيرة أن يحدث ثورة فى بلاط صاحبة الجلالة نقلتها من صحافة المقال إلى صحافة الخبر . تتلمذ على يد الصحفى محمد التابعى “رحل فى مثل هذا اليوم 24 ديسمبر 1976” العديد من عمالقة الصحافة مصطفى وعلى أمين وإحسان عبد القدوس وكامل الشناوى وأنيس منصور وغيرهم.

وصفه صديقه الفنان يوسف وهبى بقوله "الوحيد الذى يعطينى السم فى برشامة" ، وفى مجلة آخر ساعة عام 1970 يقول محمد التابعى عن حياته: أنا من أهل السواحل، ولدت عام 1896 أما أسرتى فهى من المنصورة ، كنت رابع إخوتى وأول الذكور وكان والدى مهندسا إلا أنه تركنى رحمه الله وأنا فى السابعة من عمرى.

وتابع: ”فى الحقيقة قضيت طفولتى ألعب حافيا وأمسك بيدى سيفا من الصفيح ودرعا وخوذة كلفونى فرشان، وأنا فى الابتدائى كنت أذهب إلى مكتبة فى سوق الخواجات يملكها شخص اسمه سعيد خليفة أعطيه قرشا فيحضر لى كرسيا وأجلس لأقرأ، جئت إلى القاهرة بعد حصولى على الابتدائية بتفوق والتحقت بمدرسة السعيدية وزاملنى هناك فكرى أباظة وكنا نرتدى البنطلون القصير.

وأضاف: بعد التوجيهية التحقت بكلية الحقوق وبدأت زياراتى لمسارح شارع عماد الدين، وأثناء دراسة الحقوق كتبت مقالا فى الأجيبسيان ميل وطلب منى رئيس التحرير كتابة رؤية نقدية بالانجليزية حول مسرحية غادة الكاميليا التى كانت يقدمها مسرح رمسيس فانتقدت عميد المسرح يوسف بك وهبى بطريقة ساخرة ، بعد ذلك كتبت فى مجلات السياسة، أبو الهول، والنظام، الأهرام وأصبحت أكتب باب النقد المسرحى في الأهرام بالصفحة الأولى بتوقيع "حندس" واخترت هذا الاسم المستعار لأنى كنت أعمل موظفا فى البرلمان، أعجبت بفن السيدة روز اليوسف لأنها كانت سيدة ذكية وكانت الممثلة الأولى فى فرقة رمسيس.

واستطرد التابعي: ”سافرت عام 1925 إلى الإسكندرية ضيفا على صديق واتصلت بى روز اليوسف تخبرنى بترخيص مجلتها الجديدة وأنها تدعونى للعودة فورا إلى القاهرة. يقول الكاتب مصطفى أمين فى كتابه "مسائل شخصية " عندما عرضت روزا اليوسف على التابعى أن يعمل معها تردد وقال إنه لا يصلح إلا للكتابة فى الصحف اليومية لكن عتدما عرف أن زملاءه فى المجلة عباس العقاد وإبراهيم المازنى ومحمد لطفى جمعة رضى بالعمل معهم فى كتابة صفحة واحدة للنقد المسرحى . وفشلت المجلة فاستبعد التابعى العقاد والمازنى وأصبح يكتب المجلة من الغلاف إلى الغلاف وارتفع توزيع المجلة من 200 نسخة إلى 4000 نسخة لخفة دمها وتباع بخمسة مليمات ثم قفز توزيعها إلى 9 آلاف بعد دخول السياسة والكاريكاتير فيها.

 

اكتشف التابعى الرسام صاروخان وأصبح ينشر رسوماته على غلاف المجلة ونجحت المجلة نجاحا كبيرا.

ذاكرة الكاريكاتير تحتفي بمئوية ثورة 1919 بالهناجر

انتقل لإصدار مجلة وحده هى مجلة آخر ساعة وهو لم يملك سوى خمسة جنيهات واختار مصطفى أمين اسم ىخر ساعة للمجلة فكافأه التابعى بخمسة مليمات وأقرضه طلعت حرب مائة جنيه من بنك مصر على أن يسددهم إعلانات عن البنك فى المجلة التى صدرت فى 14 يوليو 1934 من شقة صغيرة فى عمارة بحرى تضم خمسة محررين ورسام واحد هو صاروخان . محمد التابعى هو أسطورة الصحافة وأسطورة أيضا فى عشق النساء فسمى بأمير العشاق.

الجريدة الرسمية