رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

من يحاسب الرئيس التركي على جرائمه؟

لم يعد المتابع للشأن التركي يستوعب ما يحدث لشعب بات يعيش في دولة هي أشبه بسجن كبير، بعد تصرفات نظام حاكم لا هم له سوى أحلام الزعامة والبطولة التي هي في حقيقتها «وهمية». ولقد تعرضت في هذا المنبر الإعلامي منذ أسابيع إلى «تركيا الدولة» وتطرقت فيه إلى حالة الحيرة التي تطارد نخبتها الحاكمة على مستوى الهوية، والآن بتنا أمام حالة فاقت مستويات التحليل السياسي إلى المطالبة بالتدخل الإنساني، حيال الانتهاكات الحقوقية التي يمارسها نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

 

أكتب هذا بمناسبة تقرير حقوقي صادر عن مؤسسة نسمات، والذي تناول الجرائم التي يتركبها النظام  التركي بحق الطفولة والتي وصلت إلى حرمان سيدات معتقلات من أطفالهن الرضع ومساوماتهن من قبل الشرطة على الاعتراف بجرائم لم يرتكبنها أو الحرمان من أطفالهن.

 

اقرأ أيضا: نصائح ذهبية للمعلمين

 

وقال التقرير إن عدد الأطفال المحتجزين مع أمهاتهم خلف قضبان السجون التركية بلغ 705 أطفال فى بداية شهر مايو 2018، بعد أن كان عددهم بحسب إحصائية وزارة السجون التركية فى أغسطس 2017 ،  668،  بينما تزايد العدد فى أغسطس 2019 إلى 864 طفلاً وهم للأسف دون سن السادسة. والله أعلم، ما تخفيه سجون أردوغان من جرائم، نتيجة حملة الاعتقالات التى نفذتها الحكومة التركية ضد أبناء «حركة الخدمة»، والغريب أن منهم 149 طفلًا رضيعًا لم يتجاوز الواحد منهم عاما من العمر، إلا أن جريمته أنه ولد في دولة يحكمها «سلطان جائر».

 

واقرأ أيضا: قاطعوا "الشرق ومكملين"

 

أقول قولي هذا بمناسبة الأبواق الناعقة لدينا في الداخل، مدحا وتعظيما وتبجيلا في الرئيس التركي وكأنه رمز العدالة المقدس، وهذه الأبواق لا تنطق إلا بلسان حال الجماعة الغابرة، وغيرها من عصابات الإجرام التي ربت تابعيها ومغفليها على سمع مطلق وطاعة عمياء، وهم معروفون على مواقع التواصل الاجتماعي، وربما في أماكن العمل والشارع، إنهم أولئك الذين ضل فكرهم وتاهت في غياهب الضلال مآربهم، ويبقى وجودهم بيننا دليل على حتمية استمرار المواجهة الفكرية والإعلامية والتوعوية، أناء الليل وأطراف النهار، عسى عقولهم أن تعود إلى رشدها.. والله من وراء القصد.

 

Advertisements
الجريدة الرسمية