رئيس التحرير
عصام كامل

قاطعوا «الشرق ومكملين»


لم أكن أتخيل أبدا، رغم عملي كصحفي أن أضغط يوما على جهاز «الريموت كونترول» وأضغط اختيار «حذف» لأي قناة فضائية، لكنني فعلت ذلك مطمئنا تمام الاطمئنان لقراري ومرتاح الضمير، بدون أدنى ندم بعد أن تخلصت مما يسمى قناتي «الشرق ومكملين» الإخوانيتين لمنع استقبالهما على تلفازي نهائي.


أما أسباب عدم ندمي، فأولها أن القناتين المشار إليهما تمارسان بث مضامين لا علاقة لها بالإعلام من قريب أو بعيد؛ فلا حصيلة للقناتين من مادة إعلامية أو مضمون قابل للبث، وخلاصة الأمر فيما يتم بثه أنه مجرد «كلام إنشاء» مبني على قدرات عالية من التأليف والفبركة، فضلا عن السب الفاجر بأقذع الألفاظ.

صُدمت فعلًا حينما فوجئت بمذيع هارب يُمْطِر مشاهديه بالصراخ والسب، ويعرض مقطع فيديو لرجل بائس زعم أنه أحد العمال ويسمح بعرض ألفاظ نابية على الهواء، ثم يخرج المذيع زاعما أنه يعتذر للمشاهدين وأنه يا حسرتاه «فوجئ باللفظ الخارج».. حمدت الله حينها أنني كنت أشاهد القناة وحدي بساعة متأخرة من الليل دون وجود أي من أفراد أسرتي معي.. ربما صدمت لدقائق، لكن هدأت ثورتي حينما أخذت أتتبع سياسة القناة التي تمارس الوقاحة في أقبح صورها.

حذفت القناتين، وظللت أحلم بحملة مقاطعة شعبية لهما، وأحلم أيضا بإعلام قوى يحتضن المصريين يربت عليهم.. يساهم في حل مشكلاتهم، يعرض مقترحاتهم.. نريد إعلاما قادرا على جذب المواطنين إلى بلدهم، إعلاما شعاره الحرية الهادئة المسئولة، بحيث تسمح للصحفي والإعلامي بأن يكون عينا لصانع القرار ضد السلبيات لكشفها وإيصال الصورة كاملة بدلا من منطق «كل حاجة تمام».. والله من وراء القصد.
الجريدة الرسمية