رئيس التحرير
عصام كامل

مصطفى شردي يكتب: أهلا بالرئيس والصديق في بورسعيد

مصطفى شردي
مصطفى شردي

في مجلة “الجيل“ عام 1964 وبمناسبة الاحتفال بذكرى النصر على العدوان الثلاثى فى بورسعيد كتب الصحفي البورسعيدي مصطفى شردي (رحل عام 1989) مقالا يستعرض  فيه وصول ركب الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس الروسى خروشوف إلى بورسعيد وخروج الجماهير لاستقبالهما فقال:

إن ركب الرئيسان يجوبان شوارع المدينة. تلك الشوارع التى تحمل قصص البطولة والفداء، حيث قاتل شعب بورسعيد بضراوة مدهشة ردا على العدوان الثلاثى ـــ إنجلترا وفرنسا وإسرائيل  ــ عام 1956 لدرجة إنى كنت أجلس أفكر فى معارك رأيتها تدور لأبطال خاضوها .

 

لقد رأيت الجماهير تستقبل الرئيس عبد الناصر عشرات المرات من قبل حتى إنهم رفعوا سيارة الرئيس فوق الأرض، إلا أنها هذه المرة كانت الأروع لدرجة إن أهالى بورسعيد حملوا الرئيس فوق أعناقهم، وتحولت شوارع بورسعيد الى بحر من البشر وبدت سيارة الرئيسان وكأنها زورق يسبح فوق أمواج البشر .

 

ويقف الرئيس فى كل مرة مادا ذراعيه يصافح كل واحد من مئات الألوف الذين أتوا ليقولوا له أهلا بالبطل وصديقه ، وكنت أشفق عليه من آلاف السلامات، فهناك شاب طلب من الرئيس المنديل الذي يلوح به للجماهير ويجفف بها عرقه، ويبتسم الرئيس ويعطيه المنديل وإذا بالشاب يقدم للرئيس دستة مناديل هدية منه .

 

 

فى الخارج يستقبلون الزعماء والشعب يقف على الجانبين يلوح برقة للرئيس أو الزعيم، أما فى بورسعيد فالوضع مختلف لأنه لا بد السلام باليد ولا بد من القبلات والأحضان، وأرى أن السبب فى ذلك إننا شعب حرم اجيال طويلة من زعيم من أبنائه يستطيع أن يراه وأن يلمسه ويصافحه ويتحدث إليه.

 

وأقول لخروشوف إنى أعتذر عن تجمهر الناس على رئيسه وصديقه الذى وقف بجانب بورسعيد فى محنتها ضد العدوان الغاشم وها هو اليوم يستقبلك الشعب بكل حب وإخلاص ليشعرك بعرفاننا بالجميل بكل ما فى قلوبنا من حرارة .

 

اقرأ ايضا:

افتتاح معرض "كنوز متاحفنا 4 ذاكرة الشرق" بمجمع الفنون.. 23 ديسمبر

 

صعد الرئيس وصديقه إلى النصب التذكارى لشهداء بورسعيد ووضع الضيف العظيم باقات الزهور ووقف الجميع حدادا فى ميدان الشهداء الذى استشهد فيه الكثير حيث مضت المعارك فى شارع الشهداء36 ساعة قاسية كانت نتيجتها تحطيم العدو للشارع وإشعال النار فيه ، واليوم أصبحت بورسعيد مدينة حرة جديدة تفتح ذراعيها للرئيس القائد وصحبه.

الجريدة الرسمية