رئيس التحرير
عصام كامل

الوزارة المغضوب عليها


وكأنه مكتوب على وزارة الثقافة أن تكون هى الوزارة الأكثر اضطهادا من حكام مصر، فمنذ أن كانت كل أجهزتها موزعة على وزارات متعددة ثم تابعة للإرشاد القومى ثم استقر لها عام 65 وهى وزارة مغضوب عليها، وإن كانت في فترة من فترات ازدهارها تولاها عظماء في شتى المجالات بداية من الدكتور عبد القادر حاتم ومرورا بالدكتور ثروت عكاشة ويوسف السباعى وجمال العطيفى والدكتور أحمد هيكل وعبد الحميد رضوان وحتى فاروق حسنى، كل هذه السنوات كان لوزارة الثقافة صوت ولها مهمة ودور حتى قامت الثورة، تعاقب عليها أكثر من خمس وزراء لم يعش لها وزير.


ويعد الدكتور صابر عرب هو أكثر من تحملوا أعباءها، وحاول النهوض بها وكان محبوبا ومحبا للثقافة والفنون، من منطلق دوره وثقافته وقربه من المثقفين.

أما الدكتور علاء عبد العزيز فقد أكد مقولة إنها وزارة مغضوب عليها، وزارة مضطهدة من الحكام والحكومات، وزارة درجة ثانية لأنها وزارة ثقافة تخاطب العقول، المفروض، وزارة لا تعتمد على الاستثمارات والفلوس، كما يحاول الوزير الجديد أن يوهمنا ويدّعي أنه منذ أن أطل بهيبة وقوة كشف عن الفساد المستشرى في جسد الوزارة.

كلنا مع الكشف عن الفساد، وعن استعادة أي مليم نهب من جسد هذا الوطن، لكن ليس بهذه الطريقة الصدامية، ليس بإقالات واستبعاد كل من يقف في وجه السيد الوزير، هل هو انتقام كون أن أحدهم أو بعضهم تجرأ وهاجمك..أم أن حكاية تمس الأخلاق سواء كانت حقيقية أو لفقت إليك، تجعلك تثور في وجه الجميع متخذا من حربك على الفساد ذريعة لإقالة من تشاء وأن تعصف بأشخاص مثل الدكتورة إيناس عبد الدايم التي لا أعتقد أنها ساهمت يوما في فساد أو إهدار مال عام.

اهدأ يا سيادة الوزير وفكر قبل اتخاذ قراراتك، نحن نعيش في وطن يعانى حمى، ويحتاج إلى كمادات ومسكنات، وطن أصبح يعانى فقرا في كل شىء ويحتاج إلى أن يكون كل من يتولى منصبا مثل الطبيب، وليس القاضى والجلاد معا، لأننا في أزمة، بلد مريض يا وزير الثقافة!!

الجريدة الرسمية