حكم الشرع فى سفر المرأة للدراسة فى الخارج

حصلت على منحة للسفر للدراسة والعمل لمدة عام فى الولايات المتحدة الامريكية  فهل يجوز لى السفر بدون محرم؟

الأصل هو ألا تسافر المرأة إلا مع محرم، لحديث ابن عباس رضي الله عنهما: «لا تُسَافِرِ الْمَرْأَةُ إِلَّا مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، وَلَا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلَّا وَمَعَهَا مَحْرَمٌ» رواه الشيخان.

إلا أن بعض الفقهاء أجاز لها السفر وحدها إذا كان الطريق آمنا وكانت الديار التي تذهب إليها آمنة، لحديث عدي بن حاتم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال له: «فَإِنْ طَالَتْ بِكَ حَيَاةٌ لَتَرَيَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْتَحِلُ مِنَ الْحيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْكَعْبَةِ لَا تَخَافُ أَحَدًا إِلَّا اللهٌ» أخرجه البخاري. وذلك حسبما جاء فى فتوى لدار الافتاء.

وفي رواية الإمام أحمد: «فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّى تَخْرُجَ الظَّعِينَةُ مِنَ الْحيرَةِ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ فِي غَيْرِ جِوَارِ أَحَدٍ»..

حكم تحديد شكل الحاجبين باستخدام "الماكرو بيلدينج"

وعلل علماء الفقه النهي في الحديث الأول بحالة الخوف من الطريق وعدم الأمن ولكن يجوز للمرأة أن تسافر بدون محرم بشرط اطمئنانها على الأمان في دينها ونفسها وعرضها في سفرها وإقامتها وعودتها، وعدم تعرضها لمضايقاتٍ في شخصها أو دِينها .

فمن هذا الحديث برواياته أخذ جماعة من الفقهاء المجتهدين جواز سفر المرأة وحدها إذا كانت آمنة، وخصصوا بهذا الحديث الأحاديث الأخرى التي تحرم سفر المرأة وحدها بغير محرم، فهي محمولة على حالة انعدام الأمن التي كانت من لوازم سفر المرأة وحدها في العصور السابقة.

وبنظرة متأنية إلى طبيعة الأسفار قديمًا وحديثًا نجد ان السفر الان تتوفر فيه عوامل الأمان .

لذا فان سفر المرأة وحدها عبر وسائل السفر المأمونة وطرقه المأهولة ومنافذه العامرة، من موانئ ومطارات ووسائل مواصلات عامة، جائز شرعا ولا حرج عليها فيه، وان الأحاديث التي تنهى المرأة عن السفر من غير محرم محمولة على حالة انعدام الأمن، فإذا توفر الأمن لم يشملها النهي عن السفر أصلا.

ومما سبق يتبين لنا أن توفر الأمن هو المعول عليه عند الفقهاء في الإقدام على السفر والامتناع منه.

والله أعلم