رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"أردوغان" و"شكري" وانهيار مصر


المدعو "رجب طيب أردوغان" منهمك وسط مصائبه بمصر، يختفى ثم يظهر فجأة ليطالعنا بما أنتجت قريحته العبقرية، ليردد أن مصر انهارت، ظنا منه أن ما يقوله قد يؤثر في مسيرة الشعب المصرى، دون إدراك منه أنه يردد أوهام وضلالات لتاريخ هذا البلد العريق، الذي تصور الواهمون يوما ما أنه غير قادر على استعادة أرضه..


حيث كانت مصر قبل حرب أكتوبر المجيدة تعانى من ظروف اقتصادية شديدة القسوة، كل الواهمين حتى في واشنطن كانوا يرون أنها غير قادرة على مجرد التحرك للأمام على جبهة المعارك، وحينها قال "السادات" قولته الشهيرة عندما وصف له الخبراء الوضع بأنه غير مؤهل لخوض حرب جديدة: "سنخوض حربا وسننتصر فيها، سنخوض حربا بما لدينا دون انتظار الدعم الذي لن يأتي، سواء من الأهل أو الأصدقاء، سنخوض الحرب بإرادتنا"..

وفي الوقت الذي تصور فيه الجميع أن يد مصر مغلولة، خضنا حربا من أشرس حروب التاريخ الإنسانى وانتصرنا وحققنا بها كل أهدافنا.. حررنا الأرض واستعدنا كرامتنا وسط ذهول الواهمين.

مصر في كل تاريخها تنتفض ولا تسقط أبدا، مصر بعد هزيمة قاسية في ٦٧ قامت وقدمت نماذج للبطولات العظيمة في حرب الاستنزاف.. مصر حررت الشرق عندما رضخ للصليبيين، ولم تكن يومها القوة الأكبر، بل وصفها البعض حينئذ بمثل ما قال "أردوغان".. ساعتها ومن وسط الخذلان والضعف والوهن قامت وحررت الشرق والإنسانية كلها من حروب الدين وهو منها براء.. مصر قائمة كأقدم دولة في التاريخ ولن تسقط يوما.

جاء رد السفير "سامح شكرى" وزير الخارجية مناسبا على عته وصلف وغباء "أردوغان"، رغم أنى لست من أنصار الرد عليه، فمثل هذا الرد يمنحه قيمة يفتقدها، فلو أن الرجل شغل نفسه بما آلت اليه أحوال بلاده دون تصدير أزماته للغير عبر تصريحات تفتقد للياقة، وتخرج عن طور القيمة التي يجب أن يحظى بها رؤساء الدول، لكان ذلك أشرف له، فمصر التي انتفضت ضد جماعته لا يزال لديها الكثير مما تقدمه للإنسانية دون الغوص معه في وحل التصريح والرد على التصريح.
Advertisements
الجريدة الرسمية