رئيس التحرير
عصام كامل

نساء شهدن مولد الحبيب


وقت الميلاد لحظات لا تنسى، بل يحفر التاريخ ذكراها في نفس وعقل وقلب كل من عايشها، وفي يقيني ويقين كل مسلم أن كل من شهد لحظات ميلاد خير البرية عاش أجمل ذكرى في حياته، وقد بحثت عن النساء اللاتي شهدن مولد الحبيب فوجدتهن أربع نساء حضرن مولد النبي صلى الله عليه وسلم..


وهن "أم أيمن" أم الصحابي الجليل "أسامة بن زيد"، و"الشفاء" أم الصحابي الجليل "عبد الرحمن بن عوف"، و"فاطمة" أم الصحابي الجليل "عثمان بن أبي العاص"، و"ثويبة" جارية أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم.

فأما "أم أيمن" فهي من المال والميراث الذي تركه أبو النبي "عبد الله بن عبد المطلب" قبل موته، فقد ترك "عبد الله" وراءه خمسة أجمال، وقطعة غنم، وجارية حبشية اسمها "بركة" وكنيتها "أم أيمن"، وهي التي تزوج منها فيما بعد "زيد بن حارثة" مولى النبي، وأنجب منها "أسامة بن زيد" قائد جيوش المسلمين إلى الروم، ابن العشرين ربيعا وقت وفاة النبي.

وأما "الشفاء" التي حضرت ولادته بل كانت القابلة التي تلقفته بيدها، وتولّت ولادته فهي "أم عبد الرحمن بن عوف" تدعى العنْقاء، ويقال لها "الشفاء بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة"؛ حيث كانت ولادته صلى الله عليه وسلم في مكة في شعب أبي طالب، في الدار التي صارت تُعرف بدار "ابن يوسف".

وكانت "الشفاء" من المهاجرات؛ وجاءت فيها سنَّة العتاقة عن الميت؛ فإنها ماتت في حياة النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقال "عبدالرحمن": يا رسول الله، أعتق عن أُمي؟ قال: "نَعَمْ. فَأَعْتَقْ عَنْهَا"

والثالثة كانت "فاطمة بنت عبد الله" الثقفية صحابية جليلة مِن ثقيف، شَهِدت ولادة "آمنة" لنبينا الكريم، وفاطمة هي والدة الصحابي الجليل "عثمان بن أبي العاص" الذي يروي عن أمه تلك اللحظات الرهيبة حيث يقول: أخبرتني أمي قالت: "شهدت آمنة لما ولدت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلما ضربها المخاض نظرت إلى النجوم تدلى، حتى إني أقول لتقعن على، فلما ولدت، خرج منها نور أضاء له البيت الذي نحن فيه والدار، فما شيء أنظر إليه، إلا نور" (المعجم الكبير للطبراني)

والرابعة التي حضرت ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم كانت "ثويبة" جارية أبي لهب عم النبي، حضرت ولادته وكانت أول من أرضعته بعد أمه "آمنة"، وتولت إرضاع النبي أربعة أشهر حتى حضرت "حليمة" السعدية.

واسمها "ثَوْيِبة الأسلمية"، أعتقها أبو لهب حين بشّرته بولادة "محمد"، وأرضعت "ثويبة" مع رسول اللّه عليه الصلاة والسلام بلبن ابنها "مسروح" أيضًا "حمزة" عمّ رسول اللّه، و"أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي".

ظل رسول الله يكرم أمه من الرضاعة "ثويبة"، ويبعث لها بكسوة وبحلة حتى ماتت في السنة السابعة للهجرة، حيث أسلمت وهاجرت مع جميع النساء اللاتي حضرن مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وفُتح لهن باب رزق كبير ببركة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ف"أم أيمن" كانت جارية حبشية، وأنجبت قائدا من أكبر قادة الجيوش الإسلامية وهو "أسامة بن زيد"، و"الشفاء" هي أم "عبد الرحمن ابن عوف" أحد المبشرين بالجنة وأغنى أغنياء المسلمين، و"فاطمة" أنجبت "عثمان بن أبي العاص" وأسلم وصار من أكثر الصحابة علمًا، و"ثويبة" كانت جارية أبو لهب وصارت حرة بعدما أعتقها أبو لهب عندما بشرته بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك من بركات النبي صلوات ربي وسلامه عليه في يوم مولده وفي كل وقت وحين.
الجريدة الرسمية