رئيس التحرير
عصام كامل

الصلاة في الشارع وإيقاف سير السيارات


في إحدى المرات عندما كنت طفلا صغيرا في المرحلة الابتدائية، ذهبت للصلاة في يوم الجمعة في شارع الجامع بالمنصورة، وكانت تتوقف حينئذ حركة السيارات عن المرور منذ بداية الخطبة إلى بعد نهاية الصلاة.


وفى إحدى المرات وأثناء سماع الخطبة سمعت سرينة لسيارة إسعاف كانت تقل سيدة مسنة نعرفها من نفس شارع الجامع، وكان أقرب مستشفى هو المستشفى العام الذي بيننا وبينه مسافة أقل من ٥٠٠ متر.

قام المصلون مع الزحام بتحريك القوائم الحديدية الخاصة بمظلة الصلاة، والتي تنشئ يوم الجمعة فقط، واستغرق وصولها إلى المستشفى نحو ٣٠ دقيقة، بعدما أقام المؤذن الصلاة، فاجتمع المصلون سريعا الذين لا يعلمون المشكلة أساسا، ولَم تستطع السيارة الحركة إلا بعد الانتهاء من الصلاة، وانتظرت أيضا الحركة البطيئة للناس مع الزحام في وسط الشارع، ومنهم من ذهب للشراء من الباعة الجائلين المتوقفين أمام الجامع..

وللأسف توفت السيدة رحمها الله قبل الوصول للمستشفى.. ومع إيمانى أن لكل أجل كتاب، إلا أن ما حدث هو في رقابنا يوم القيامة، ونحن مسئولون عن ذلك، فنحن من أوقفنا الطريق حتى ولو كان ذلك لصلاتنا!.

كثيرا ما أفكر بينى وبين نفسى هل ذلك سلوك سليم، وهل سمح الله بإعاقة الطريق بالصلاة إليه، والتسبب في ضرر أو إيقاف مصالح الناس، وقد أكون أنا في يوم من الأيام في نفس مكان السيدة المسنة! كيف يمكننا أن نكون سببا لضرر أحد؟

يمكننا أن ننظم الصلاة بالشكل الذي يسمح للشوارع بالسير دون توقف، لا نكون أداة دون إدراك لتعطيل مصالح الخلق أو التسبب في ضرر لآخرين قد يكتب الله لنا أن نكون منهم يوما ما.

قال صلى الله عليه وسلم: «الإيمان بضع وسبعون شعبة أو بضع وستون شعبة أفضلها: قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والجلوس على الطرقات، فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا، نتحدث فيها، قال: فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقها، قالوا: وما حَقُ اَلطرِيقِ؟ قالَ: «غضُّ البَصَر وَكفُّ اَلأذًى وَرَدُّ السلاَم وًأمْر بِالْمَعْرُوف، وَنهي عن المنكر»..

وعن ابى هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:«نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق إما كان في شجرة فقطعه وألقاه وإما كان موضوعا فأماطه فشكر الله له بها فأدخله الجنة» 

لذا أرجو أن نحاول فتح مسار للطريق ونحافظ على ذلك فيما بعد.. والله من وراء القصد وإليه المرجع والمآب.
الجريدة الرسمية