رئيس التحرير
عصام كامل

مارسيل نينو.. رحيل أخطر جاسوسة للاحتلال ضد مصر (فيديو وصور)

فيتو

تعج ملفات التخابر بين مصر وإسرائيل بالعديد من الجواسيس الذين زرعهم الموساد في قلب مصر، ولكن بفضل يقظة السلطات المصرية كان يتم كشفهم والقبض عليهم، ومن بينهم الجاسوسة الإسرائيلية الأخطر ضد مصر "مارسيل نينو" التي رحلت اليوم الأربعاء، عن عمر ناهز 89 عامًا وهى التي حُكم عليها بالسجن لمدة 15 عامًا بعد القبض عليها من قبل السلطات المصرية بتهمة التجسس لصالح الاحتلال، وتم إطلاق سراحها فيما بعد في صفقة تبادل للأسرى بين القاهرة وتل أبيب بعد حرب 1976م.


ولدت مارسيل نينو في القاهرة في 5 مارس 1929م لوالدين من أصل تركي، وهاجر والداها إلى مصر مع أسرهم، من بلغاريا قبل الحرب العالمية الأولى، بسبب سياسة التجنيد القسري للأتراك.

الجالية اليهودية بالقاهرة
عاشت العائلة في وسط القاهرة والتحقت مارسيل بمدرسة الجالية اليهودية في المدينة وتفوقت في كرة السلة والسباحة والجمباز شاركت في أوليمبياد سنة 1948، عندما كانت في التاسعة من عمرها، توفي والدها وانتقلت العائلة إلى مصر الجديدة، والتحقت بمدرسة الجالية اليهودية هناك، وفي الثانوية التحقت بمدرسة راهبات، درست مارسيل بعد ذلك الطباعة والاختصار وعملت كسكرتيرة.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن نينو رحلت اليوم عن عمر ناهز 89 عامًا، وكانت ضمن الشبكة التي قبض عليها في مصر مع الإسرائيلي روبرت ديسا بتهمة التجسس، وأُطلق سراحها في صفقة لتبادل الأسرى بعد حرب 1967م، مشيرة إلى أن القبض عليها هي والخلية وقع نتيجة خطأ عملياتي.

الوحدة 131
وأشارت إلى أن نينو كانت ضمن خلية تضم 13 يهوديًا يعيشون في مصر وتم تجنيدهم في الوحدة 131 التابعة لـ المخابرات الإسرائيلية.

وتأسست الوحدة 131 المخابراتية الإسرائيلية مع قيام دولة الاحتلال، وأرسلت ضابطًا إسرائيليًا في الخمسينات إلى القاهرة وهو النقيب أفراهام دير لتجنيد الشباب اليهودي الصغير الذي يعيش في القاهرة ويؤمن بالصهيونية.


وتم القبض على أعضاء الخلية ومحاكمتهم في القاهرة، وحُكم بالإعدام على الجواسيس الرئيسيين في الخلية وهم موشيه مرزوق وصموئيل عازر، وحُكم على نينو بالسجن لمدة 15 عامًا، وعمل مئير أميت، رئيس الموساد في ذلك الوقت، على إطلاق سراحها مع باقي أعضاء الخلية، وعادوا إلى إسرائيل في 12 فبراير 1968، وتم ترقيتها إلى رتبة ملازم من قبل سلاح الاستخبارات.

وألقي القبض على مارسيل نينو في أعقاب اكتشاف شبكة التجسس التي نفذت عمليات تفجير دور السينما في القاهرة والإسكندرية والشهيرة بفضيحة لافون أو عملية لافون سنة 195.

فضيحة لافون
وفضيحة لافون، هي عملية سرية إسرائيلية فاشلة كانت تعرف بعملية سوزانا كان من المفترض أن تتم في مصر، عن طريق تفجير أهداف مصرية وأمريكية وبريطانية في مصر، في صيف عام 1954، ولكن هذه العملية اكتشفتها السلطات المصرية وسميت باسم "فضيحة لافون" نسبة إلى وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي آنذاك بنحاس لافون الذي اتهم بإعطاء الأوامر لتنفيذها.

نت فلكس تنتج مسلسلا جديدا عن محاولة إسرائيل تجنيد جواسيس مصريين

وحاولت مارسيل الانتحار مرتين في السجن، وتم إنقاذها لتقدم إلى المحاكمة وحكم عليها بالسجن 15 عاما، وكان من المقرر أن تنتهي عام 70، إلا أن عملية تبادل جرت بين القاهرة وتل أبيب بشكل سري عام 1968 أدت إلى الإفراج عنها مع عدد آخر من الجواسيس ضمن صفقة كبيرة لم ينشر عنها معلومات حتى الآن.
الجريدة الرسمية