رئيس التحرير
عصام كامل

إبراهيم نافع: الزواج الثاني الطريق لحياة مبهجة

فيتو

في مجلة "نصف الدنيا" عام 1998 كتب الكاتب الصحفي إبراهيم نافع مقالا قال فيه: معا ــ عزيزتى حواء ــ نتصفح المجلة الكندية والتي تصدر لأول مرة وتهتم بشئون المطلقات والمطلقين نطالع عناوينها، نغفل من موضوعاتها ما قد يتعارض مع ما يعتنقه مجتمعنا الشرقى من أحكام وقواعد، وقد تكون كلمة رئيس تحرير المجلة "ديانا شيفرد" هي المرآة الأكثر صدقا، والتي تعكس حقيقة الهدف من إصدار تلك المجلة والتي كتبت تقول:


من الغريب أن تبدأ مجلة الطلاق أول أعدادها بحديث طويل عن الزواج الثاني، لكن الإحصائيات في أمريكا الشمالية تؤكد أن 75% من المطلقين يتزوجون للمرة الثانية خلال الأعوام الخمسة التالية للطلاق مباشرة، وهذا يعني بالقطع أن الطلاق لا يفقد المرء ثقته في أن الزواج هو المرادف الحقيقي للسعادة والاستقرار، وأن الأسرة هي العلاقة الطبيعية بين الرجل والمرأة، رغم ما قد نتحمله من مسئوليات أو نواجهه من مصاعب.

وإن كانت للطلاق آثاره السلبية على نفس الرجل والمرأة على حد سواء، فإن أهم آثاره الإيجابية أنه يلفت النظر إلى إيجابيات الزواج الناجح، وضرورة أن يتلاقى كل من الطرفين نصيبه من الأخطاء في الزواج السابق، فتكرار الأخطاء مسئولية مرتكبها، والتخلص منها تحدٍ للفشل مرة أخرى.

تتحدث رئيسة التحرير أيضا في افتتاحية المجلة عن قانون جديد تعتزم الحكومة الكندية إصداره، يلزم كل زوجين يطلبان الطلاق أن يلتحقا إجباريا ببرنامج تنظمه وزارة الأسرة لمدة 12 أسبوعا قبل التقدم للمحكمة بأوراق الطلاق الرسمية يؤهلهما لطلب الطلاق.

ويضم البرنامج محاضرات مستفيضة يلقيها محامون وأساتذة جامعات وأطباء وأخصائيون نفسيون ومستشارون لشئون الأسرة، والهدف من البرنامج توعية طالبي الطلاق بحقوقهم المدنية والاقتصادية والأسرية، وتوجيههم لتفادى المشكلات الناجمة عن الطلاق، سواء الشخصى منها أو ما يتعلق بأطفالهم.

إلا أن ديانا شيفرد تعلن رفضها لفكرة الحكومة، وتعلن أنها على النقيض تؤمن بأنه على الحكومة أن تلزم الزوجين بقانون التصديق على الزواج للمرة الأولى أو الثانية ــ وليس الطلاق ــ وأن يلتحقا ببرنامج الهدف منه أن يعاونهما على فهم حقائق الحياة المشتركة، ومسئولية بناء أسرة وأهمية الحفاظ عليها.

ولم تنس رئيسة التحرير في النهاية أن تنشر الناشر الذي عاش مرارة الطلاق ولم يستسلم لها، وحينما افتقد النصيحة المخلصة قرر أن يصدر تلك المجلة لتؤنس وحدة أمثاله.. تلك الوحدة التي لم تدم طويلا، فهو الآن يستعد لإتمام زواجه الثانى من صحفية شابة قابلها وهو يجرى الاختبارات الشخصية لأسرة تحرير مجلته، فنجحت في اختبار شخصى جدا فيما يبدو انتهى بالزواج.
الجريدة الرسمية