رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تعامل العالم مع الهجوم التركي على سوريا.. 5 دول أوروبية تجمد صادراتها من الأسلحة إلى إسطنبول.. قطر تستفز العرب بتصريحاتها.. وأستاذ علوم سياسية يكشف الهدف الخبيث من العدوان

الجيش التركي _ ارشيفية
الجيش التركي _ ارشيفية

شهدت الأيام الماضية حالة من الغضب الذي اجتاح العالم أجمع، وذلك بعد قرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بشأن بدء العملية العسكرية على شمال شرق سوريا ضد الأكراد.


حيث أعلن الطيران التركي في بداية الهجوم العسكري عن شن 5 غارات على مواقع بلدة رأس العين في شمال سوريا بأول أيام عملية الهجوم والتي بدأت يوم الأربعاء الماضي.

ومع تصاعد العدوان التركي على سوريا ودخوله اليوم الخامس، كانت هناك مواقف مختلفة من الدول الأوروبية والعربية حول الهجوم الذي تشنه تركيا على الأراضي السورية، والمجازر التي ترتكبها بحق أكراد سوريا، وهذا ما نرصده في السطور التالية.

فرنسا تجمد صادراتها من السلاح
أعلنت وزارتا الخارجية والدفاع الفرنسيين عن تجميد جميع الصادرات الفرنسية من الأسلحة إلى تركيا على خلفية عمليتها العسكرية بشمال شرقي سوريا.

وجاء في بيان مشترك للوزارتين، نشرته روسيا اليوم: "في انتظار وقف هذا الهجوم، قررت فرنسا تجميد كل الخطط الخاصة بتصدير الأسلحة إلى تركيا، والتي يمكن استخدامها في هذا الهجوم".

وأضافتا أن هذا القرار يدخل حيز التنفيذ فورا، مشيرين إلى أن العملية التركية في سوريا تهدد أمن أوروبا.

ألمانيا وهولندا والنرويج وفنلندا
ولم تكن فرنسا هي الوحيدة التي قامت بمنع السلاح، بل قامت أيضا كل من ألمانيا وهولندا والنرويج وفنلندا عن تعليق صادرات الأسلحة إلى تركيا، التي قد تستخدمها خلال عمليتها العسكرية ضد الوحدات الكردية بشمال شرقي سوريا.

بريطانيا
وفي سياق متصل حث رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على وقف العمليات العسكرية في سوريا، حسبما أفادت قناة "سكاى نيوز عربية".

وأعرب رئيس الوزراء البريطاني خلال اتصال هاتفي مع الرئيس التركي عن قلقه البالغ إزاء العملية العسكرية في شمال سوريا، مؤكدا أن لندن لا يمكن أن تدعم العملية العسكرية التركية في سوريا وتدعو أردوغان إلى وقفها والدخول في حوار.

دعم قطري
وعلى صعيد آخر قال محمد الحكيم وزير الخارجية العراقي، في تصريحات له، على أن قطر والصومال اعترضتا على قرار عربي يدين عدوان تركيا على سوريا.

وكانت تركيا أعلنت أن الجانب القطري أبدى دعمه للعملية في مكالمة هاتفية جرت بين وزيري دفاع البلدين خلوصي آكار وخالد بن محمد العطية.

ألمانيا تمنع تصدير الأسلحة إلى تركيا

استفزاز العرب
كما دافعت قطر عن تحفظها على بيان صدر، عن اجتماع طارئ عقدته جامعة الدول العربية بشأن العملية العسكرية التركية الجديدة شمال شرقي سوريا.

وبرر مدير المكتب الإعلامي التابع لوزارة الخارجية القطرية، أحمد بن سعيد الرميحي، على حسابه عبر "تويتر"، عن قرار الدوحة التحفظ على البيان الذي "أدان العملية التركية ووصفها بأنها عدوان واحتلال لأراضي دولة عربية".

وقال الرميحي: "التحفظ على قرار الجامعة العربية للاجتماع الطارئ للنظر بعملية "نبع السلام" التركية في شمالي سوريا هو قرار سيادي لكل دولة".

أهداف تركيا
ومن جانبه حلل الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلوم السياسية والأمن القومي بجامعة القاهرة، وزميل أكاديمية ناصر العسكرية العليا، الهدف الحقيقي لتركيا من عدوانها العسكري على سوريا، والوجه الحقيقي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، كما أجاب أستاذ العلوم السياسية عن المستفيد الحقيقي من الضربات العسكرية التي تشنها تركيا وحقيقة أهداف أوروبا.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن العدوان التركي على سوريا الهدف منه هو تحرير تنظيم داعش من جديد وأعاد الروح المعنوية له.

وعن سحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، القوات الأمريكية من شمال سوريا جراء شن العملية العسكرية التركية على الأراضي السورية، أشار أنه يأتي ذلك على خلفية الاتفاق الذي تم بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص إقامة منطقة عازلة بين الحدود التركية وبين شمال شرق سوريا "منطقة الأكراد".

وأكد رامي عاشور، أن رجب طيب أردوغان يعتبر تنظيم الأكراد على أنه جماعات إرهابية على الرغم من أنه يعتبر من أقوى التنظيمات التي حاربت تنظيم داعش، وذلك بعدما استطاع أن يلقي القبض على 14 ألف داعشي، مشيرًا إلى أن من الدول المتضررة جراء العملية العسكرية التركية بسوريا هي إيران، وعلى نقيض آخر المستفيد منها هو تنظيم داعش الإرهابي.

وأوضح أن الرئيس التركي في حال استقرار سوريا سوف يفقد ورقة ضغط اللاجئين السوريين على أوروبا حتى يستطيع المساومة بهم في أي ملف أو أجندة سياسية فبالتالي يضمن تحقيق مصلحته على مستوى السياسية الخارجية، مؤكدًا أن أي استقرار في سوريا لن يكون في مصلحة "أردوغان"، وأن الهدف من تلك العملية هو تحرير داعش ورفع روحه المعنوية.
الجريدة الرسمية