رئيس التحرير
عصام كامل

"حنان".. قصة فلسطينية تتجسس لصالح المخابرات الإسرائيلية

سيدات الجيش الإسرائيلى
سيدات الجيش الإسرائيلى _ ارشيفية

يبذل جهاز الأمن العام الصهيوني "الشاباك" قصارى جهده للإيقاع بالعملاء وخاصة الفلسطينيين ممن تسول لهم أنفسهم ببيع أوطانهم والوقوع في وحل الجاسوسية، ورغم ما يقدمه لهم الشاباك من مزايا وفرص تجعلهم ينسون وطنهم من أجل حفنة من المال إلا أنه في النهاية لا يلقون إلا المصير المظلم لأن كل من يفكر في التعاون مع الصهاينة الذين لا يبقون على العهد والوعد يلقى نفس المصير، ويرصد التقرير التالي أبرز تلك الشخصيات والتي كان آخرهم سيدة تدعى "حنان".


"الست" حنان

حنان هو اسم مستعار لسيدة من قطاع غزة وقعت في شباك جهاز المخابرات الصهيوني الذي يستغل العوز والجوع والأزمة الاقتصادية لتمرير مخططاته والإيقاع بالشباب الفلسطيني، وهى واحدة من بين أعداد أخرى وقعت في هذا الوحل.

لم تكن تتوقع تلك السيدة التي عانت من أجل الحصول على تحويل يسمح بعلاج ابنها 7 سنوات وخاصة بعد الجهود والمعاناة التي تعرضت لها دون جدوى، ولكن فجاة يرن هاتفها لترد على الرقم الفلسطيني الذي ظهر أمامها وتسمع صوت شخص يؤكد لها أن التحويل سيكون جاهزا ولكن يتطلب منها منحه بعض المعلومات التي تسهل المهمة، وفي المرة الثانية يرن الهاتف مجددًا لتجد أن من يتحدث معها هو منسق إسرائيلي لتسهيل الحصول على التحويل عبر تواصله مع الجانب الفلسطيني، ووعدها بالحصول على التحويل في أقرب فرصة، متمنيًا لابنها الشفاء العاجل على طريقة الأساليب الملتوية لأجهزة الاستخبارات الصهيونية التي تستل الحاجة والفقر من أجل تجنيد العملاء.

وحاول ضابط المخابرات الصهيوني استغلالها حيث أخبرها أنه لا يريد منها شيئًا سوى معلومة بسيطة وهى أن تخبره بعدد الأشخاص حول العمارة التي تسكن فيها، في إطار أسلوب التهوين بأن الأمر بسيطًا ولا يعد تخابرا، وبالفعل نظرت المرأة من النافذة وأبلغته بعدد الشباب بجوار العمارة، على الفور استهدف طيران الاحتلال مجموعة الشباب أصيب بعضهم بإصابات بالغة.

عقب ذلك اتصل الضابط الصهيوني الخسيس بالسيدة وأخبرها أن محادثتها مسجلة وإذا لم تستجب فسيفضح أمرها، وهنا قررت حنان اللجوء لأهلها من عناصر المقاومة وأبلغتهم بما جرى وهم نصحوها بأن تبلغ الجهات الأمنية بذلك.

المتورط في اغتيال أبو جهاد

حنان ليست الأولى التي تقع في شباك مخابرات الاحتلال فقد سبقها كثيرون ومن المتوقع أن يلحق بها آخرون، ومن ضمن القائمة الفلسطيني الذي لم يعلن عن اسمه كالعادة والذي تورط في اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير، الذي كان معروفًا باسم "أبو جهاد"، وهو الذي سلم مخابرات الاحتلال أسرار قائده، وساهمت المعلومات التي قدمها في نجاح عملية اغتياله، ويؤكد مسئول في المخابرات الصهيونية أنه قدم تلك المعلومات ليس فقط بسبب حبه للمال وإنما أيضًا بسبب خلافه مع اثنين من مساعدي أبو جهاد، وعدم الاهتمام بالشكاوى التي قدمها ضدهما، ورغم أن الاحتلال منحه مبلغًا كبيرًا من المال، إلا أنه تخلى عنه وعامله بدونية بعد أن حصل منه على مراده.

فادي السلامين

كما تحدثت تقارير إسرائيلية مؤخرًا عن شاب يدعى "فادي السلامين"، مشيرة إلى أن يمثل الكابوس الأحلك لدى الرئيس الفلسطيني عباس أبو مازن، وهو يعرف هذه الحقيقة، مشيرة إلى أنه -السلامين- يمتلك صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بها ملايين المتابعين، وتظهر فيها تحديثات دورية يومية، وفي أحيان كثيرة، يصبح جزءا منها حديث الساعة في الضفة الغربية، رغم أن السلامين يعيش في واشنطن، لافتة إلى أن هذا الشاب له العديد من مصادر معلومات في كل مكان في الضفة الغربية.

وتحدث علنًا في حوار له مع موقع "المصدر" الإسرائيلي عن المعلومات الأخيرة التي عرضها في مقطع فيديو عن الوضع الصحي للرئيس الفلسطيني وعلاقته المتوترة مع قيادة السلطة الفلسطينية، وعن توقعاته إزاء مستقبل الفلسطينيين السياسي.

وبحسب التقرير العبري فإن الشاب الفلسطيني مقيم في واشنطن، ولفت السلامين خلال حواره مع الموقع الإسرائيلي إلى أنه ليس له أي توجه سياسي كما يشيع البعض، لافتا إلى أن أعضاء السلطة الفلسطينية أشاروا في أكثر من مناسبة إلى أنه عميل في وكالة CIA، والموساد والشاباك.

داخلية غزة تعلن اعتقال 45 عميلا لصالح إسرائيل

زهير عديلي
زهير عديلي أيضًا ضمن القائمة وهو فلسطيني تهود وأصبح يعرف باسم «أودي أيلون» يقول إنه غادر بيته في قريته الفلسطينية القريبة من مستوطنة أرئيل داخل الضفة الغربية وهو في الثانية عشرة من عمره هربا من الفقر والجهل والعنف، وقدمته القناة الإسرائيلية 13 كصاحب مسيرة شجاعة لأنه قدم خدمات كبيرة للأمن الإسرائيلي.

ويكشف العميل في كتاب له باللغة العبرية أن طفولته كانت بائسة وحزينة لم يتمتع بها بسبب شظف العيش وهيمنة والده على كل شيء داخل البيت، وفي إسرائيل اكتشفته المخابرات العامة (الشاباك) وقامت بتجنيده، ولكن بعد انتهاء دوره عاملته كالكلاب.
الجريدة الرسمية