رئيس التحرير
عصام كامل

اللواء محمد الشافعي : حائط الصواريخ بامتداد القناة وضع أولى لبنات انتصار أكتوبر العظيم

فيتو

  • >> حائط الصواريخ مصيدة الطائرات الإسرائيلية أثناء حربي الاستنزاف وأكتوبر
  • >> الدفاع الجوي نجح في تحييد القوات الجوية الإسرائيلية الذراع الطولى للعدو
  • >> رجال الدفاع الجوي سطروا عام 1970 صفحات مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية
  • >> ديان حذر طياريه من الاقتراب لمسافة 15 من قناة السويس خوفا من مصيدة الصواريخ المصرية
  • >> إسرائيل تمكنت قبل حائط الصواريخ من استهداف المدنيين بمصر وبعده لم تقوي على الدفاع عن طائراتها
  • >> أبطال الدفاع الجوي قطعوا اليد الطولي لإسرائيل


كانت قوة إسرائيل أثناء حرب 67 تتركز في سلاح الطيران الذي كان بمثابة اليد الطولي لها، لأن المعركة دائما كانت خارج أراضيها وحصونها التي بدأت بناءها منذ احتلالها لسيناء، وفي كل مرة كانت قوات الصاعقة تقوم بعملية ضدها في سيناء، فيرد العدو الإسرائيلى باستهداف المدنيين في محافظات القناة والدلتا بسلاحها الجوي، وخير شاهد على ذلك مذبحة بحر البقر التي قام العدو الإسرائيلى فيها بضرب أطفال مدرسة بحر البقر بوحشية وأيضا مصانع الحديد والصلب في أبو زعبل 

توقف كل هذا وأصبحت طائرات العدو تتهاوي على أيدي الدفاع الجوي القوة الرابعة التي أنشأها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر واسسها الفريق محمد على فهمي الملقب بابو الدفاع الجوي

بمناسبة الذكري 46 لحرب أكتوبر المجيدة التقت فيتو أحد أبطال الدفاع الجوي اللواء محمد الشافعي، وهو من مواليد القاهرة، في ديسمبر 1946، حيث فتح خلال لقائه لنا الذكريات التي عاشها مابين عام 1967 حتى نصر أكتوبر 1973. قائلا كنت طالبا في كلية الهندسة بجامعة عين شمس، وذلك قبل التحاقي بالكلية الحربية، مضيفا إلى أنه عند إعلان القوات المسلحة عن دفعة استثنائية بادرت فورا وتركت الدراسة بكليتي التي كانت أيامها من كليات القمة، فنداء الواجب فرض على كل شاب الدفاع عن الوطن أولا ثم الطموح والآمال بعدها.

* ارو لنا قصة التحاقك بالدفاع الجوي؟
تخرجت في 3 فبراير عام 1969، بعد بداية حرب الاستنزاف بنحو شهر والتحقت بالقوة الرابعة وهي سلاح الدفاع الجوي، فقبل حرب يونيو 67 لم يكُن هناك سلاح دفاع جوي في مصر، بل كان سلاح مدفعية مضادة للطائرات.

* متي تأسس سلاح الدفاع الجوي؟
بعد حرب 67 كانت طائرات العدو الإسرائيلي تخترق الاجواء المصرية وتضرب المدنيين في الدلتا والعمق الإستراتيجي المصري فحاولت ضرب قناطر قنا ومدرسة بحر البقر وتسببت في مذابح كثيرة للمدنيين، فاتفق الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع الروس بان يمدوه بسلاح يوقف نزيف المدنيين من السلاح الجوي الإسرائيلي، فكلف عبد الناصر المشير محمد على فهمي، بتأسيس قيادة قوات الدفاع الجوي، وقام ببناء حائط الصواريخ بطول 200 كيلو على طول القناة، كما أن الدفاع الجوي مكن القوات المسلحة بالقيام بدورها بتحييد الذراع الطولى لإسرائيل، وهي القوات الجوية الإسرائيلية.
ولا ننسي أن أبطال ورجال الدفاع الجوي، سطروا في الثلاثين من يونيو عام 1970 بأحرف من نور صفحات مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية بالإعلان عن اكتمال بناء حائط الصواريخ على امتداد جبهة قناة السويس وبدء تساقط طائرات العدو الجوى معلنةً بتر ذراعه الطولى فالمعجزة تحققت خلال الأسبوع الأخير من شهر يونيو عام 1970، حيث انطلقت صواريخ الدفاع الجوى المصرية لتفاجئ أحدث مقاتلات العدو من طراز "الفانتوم وسكاى هوك" التي تهاوت على جبهة القتال المصرية وانهار التفوق الجوى للعدو فوق جبهة قناة السويس لتضع في عام 1970 اللبنة الأولى في صرح الانتصار العظيم للجيش المصرى في حرب أكتوبر1973.

* حدثنا عن مشاركتك في حرب السادس من أكتوبر؟
عندما بدأت ساعة الصفر بخروج القوات الجوية لتوجه ضربتها القوية إلى قلب العدو الإسرائيلي المغتصب كان الدور الرئيسي لقوات الدفاع الجوي احراق أي طائرة إسرائيلية تقترب من شرق القناة بمسافة 20 كيلو مترا، واتخذت كل مواقع الصواريخ المضادة للطائرات مواقعها على طول شاطئ القناة، وفي اليوم الأول للقتال هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء كرد فعل فورى ولكننا قابلناهم بالرد واسقطنا منهم عددا كبيرا من الطائرات ثم توالت بعدها هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6/7 أكتوبر تصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات ونجحت في إسقاط أكثر من 25 طائرة.

* ماذا كان رد الفعل الإسرائيلي على تساقط طائراته؟
عندما كسر رجال الدفاع الجوي شوكة إسرائيل ضد قواتنا وهي سلاحها الجوي ومنيت بخسائر لم تتوقعها من المصريين أبدا، أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة أقل من 15 كم وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجنى سوى الفشل ومزيد من الخسائر في الطائرات والطيارين.

وبفضل أبطال الدفاع الجوي فقد سلاح جو العدو الإسرائيلى خلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب أكثر من ثلث طائراته وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر مما جعل "موشى ديان" يعلن في رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن إختراق شبكة الصواريخ المصرية


الجريدة الرسمية