رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

يوسف وهبي يقدم فيلما عن الأسلحة الفاسدة

الفنان الراحل يوسف
الفنان الراحل يوسف وهبى

في مجلة روز اليوسف عام 1976 كتب سامى الليثى مقالا قال فيه:

جمهور المسرح في مصر هو جمهور يوسف وهبى، هذه حقيقة يجب الاعتراف بها، وقد مرت سنوات مات فيها المسرح ومات فيها جمهور المسرح وكان الفضل في موتهما يرجع إلى يوسف وهبى، ولم يعود المسرح إلا عندما عاد يوسف وهبى ونفخ فيه الروح.


عاد المسرح عندما خرج يوسف وهبى إلى القصص الواقعية التي حدثت في حياة الأمة.

إن المسرح الأوروبي يقوم على عناصر الحياة، فما من حادث أخلاقى يقع إلا وله على المسرح الإنجليزي قصة حتى خلافات الزعماء أو الانتخابات أو الآراء السياسية.. فالمسرح هناك يقوم بدور الصحف في تثقيف الجمهور والتعبير عن رأيه.

اختار يوسف وهبى لإعادة الحياة للمسرح قصة الاتجار بالأسلحة الفاسدة ودورها في حرب فلسطين وسماها بالخيانة العظمى، وكان له الفضل بعد أن كتبها في إقناع الرقابة ووزارة الداخلية بإخراجها على المسرح لقوة شخصيته واحترامه من الدوائر الرسمية.

لكن قوة يوسف وهبى لم تحمِ إحدى شخصيات روايته وهى شخصية الصحفى الذي أثار قضية الأسلحة الفاسدة أمام القضاء.

كان اسمه في الرواية محسن وصممت الرقابة على تغيير الاسم، وبعد مفاوضات طويلة اتفق على تسميته عبد الجواد، لأن اسم محسن قريب من اسم الصحفى إحسان عبد القدوس الذي أثار قضية الأسلحة الفاسدة وهو للأسف ليس صحفيا وفديا حتى يمنحه إدارة مطبوعات الوفد شرف تمثيل شخصيته على المسرح.

كانت شخصية الصحفى في الرواية شخصية شاب فصممت الرقابة على أن يكون رجلا كهلا يصبغ شعره بالبياض ويقال عنه أنه رجل وطنى وليس شابا وطنيا كما جاء في الرواية.

كان هذا الصحفى كما وصفه يوسف وهبى في الرواية يحرر مجلة أسبوعية فصممت الرقابة على أن يحرر جريدة يومية، وحتمت أن تكون الجريدة التي يمسكها الممثلون على المسرح هي جريدة صوت الامة.

كما قصرت الرقابة مدة ظهور الصحفى على المسرح على دقيقة واحدة أو دقيقتين بهدف إبعاد الشخصية عن إحسان عبد القدوس لأنه ليس وفديا وليس من المتعاملين مع وزارة الداخلية فلا يستحق التكريم.

نجح يوسف وهبى في إخراج المسرحية لأن القصة تحمل عوامل نجاحها حتى إن أحمد بك موافى رئيس النيابة وأحد محققي القضية بكى تأثرا وهو يشاهد المسرحية رغم أنه حضر بصفته الرسمية ليحكم في صلاحية الرواية للتمثيل، كما أن الجمهور فاضت به الحماسة فردد الهتافات الوطنية.

أنزل يوسف وهبى بدل الستار علم مصر كبيرا ملوثا بالدماء، دماء الضحايا والشهداء فقطع الجمهور الأكف تصفيقا.

لم يحكم القانون على تجار الأسلحة الفاسدة المستوردة من الخارج إنما جعل يوسف وهبى تاجر الأسلحة يحاكم نفسه أمام محكمة الضمير بعد أن يبلغه خبر مقتل والده الضابط نتيجة انفجار قنبلة فاسدة في يده فيحكم على نفسه بالإعدام وينتحر.

قام وهبى بدور تاجر السلاح الذي انقاد إلى مستشار صهيونى جره إلى الاتجار بالأسلحة الفاسدة، وارتكب الجريمة وهو غير مقدر لنتائجها.
Advertisements
الجريدة الرسمية