رئيس التحرير
عصام كامل

مريم فخر الدين تكتب: ذكريات على شاطئ الإسكندرية

الفنانة مريم فخر
الفنانة مريم فخر الدين

في مجلة الكواكب صيف عام 1957 كتبت الفنانة مريم فخر الدين مقالا عن ذكريات الصيف بالإسكندرية بمجرد انتهاء المصيف وعودتها إلى القاهرة قالت فيه:


وقعت لي هذه القصة في بلاجي المفضل جليم بالإسكندرية، فقد كنت أفضل الذهاب إلى البلاج في فترة الغداء بعد أن يقل عدد المصطافين على الشاطئ فكان ذهابي المفضل في الثالثة عصرا؛ خوفا من ملاحقة المعجبين الذين كانوا يطاردونني على البلاج؛ طلبا لتوقيعي في اتوجرافاتهم.

ذات يوم ذهبت في موعدي المعتاد وجلست استريح على باب الكبينة وأنا أراقب أمواج البحر الهادئة التي تنكسر على الشاطئ موجة وراء أخرى، وقد خلا البلاج إلا من بعض الفتيات الصغيرات وهن يمرحن بعيدا عني..

قمت من أمام الكبينة وأخذت أتربص على الشاطئ قليلا قبل أن أنزل إلى المياه الدافئة في مثل هذا الوقت من النهار لأستمتع بحمام بحر ممتع ولذيذ.

فجأة سمعت صوت صراخ واستغاثة وأخذت اتلفت حولي، ودققت النظر فوجدت رأسا تطفو فوق سطح الماء وهي تطلق أصوات الاستغاثة طلبا للنجدة، وكان الغريق على بعد عشرين مترا داخل البحر، ولما كنت أجيد السباحة ولم يكن هناك إنسان آخر غيري على الشاطئ يعوم.

أسرعت بالقفز إلى الماء وسبحت بكل ما أملك من قوة وسرعة حتى وصلت إلى المكان الذي رأيت فيه الغريق المستغيث.. إلا أنني فوجئت برجل ضخم يخرج من الماء وهو يقف خلفي ويقول لي بصوت أجش "إزيك يا مريم ".

استدرت إليه وقلت له في لهفة سمعت صوتا يستغيث هيا نبحث عنه، لكنه أخذ يضحك، ولما رأى علامات الغيظ والحنق ترتسم على وجهي زاد من ضحكه وهو يقول: أنا الغريق. غريق مريم.

ثم أخذ يشرح لي أنه رآني من الكبينة المجاورة فاختلق هذه الخدعة السخيفة لينفرد بي ويبدي إعجابه بهذه الطريقة السمجة الساذجة.
صدقوني كانت هذه أول مرة في حياتي أتمنى فيها أن أرتكب جريمة قتل وأجعل منه غريق مريم بحق وحقيق.
الجريدة الرسمية