رئيس التحرير
عصام كامل

صلاح قبضايا يكتب: حدث في أكتوبر

الدكتور صلاح قبضايا
الدكتور صلاح قبضايا

في كتابه (حدث في أكتوبر) أول كتاب صدر عن حرب أكتوبر المجيد كتبه الدكتور صلاح قبضايا، وأصدرته الهيئة المصرية العامة للكتاب قال في فصل منه:


"في اجتماع ثلاثي ضم الرئيس أنور السادات ورئيس أركان القوات المسلحة ورئيس العمليات العسكرية اتفق الرئيس مع قادته على ميعاد الحرب وتحديد اليوم والساعة".

ويتم ضبط جميع الساعات لأقرب ثانية، وترفع جميع خرائط المناورات التدريبية ليحل محلها خرائط العمليات الهجومية "بدر" وتتوالى الإشارات إلى قيادات الجيش الثاني الميداني والجيش الثالث الميداني بإنجاز المهام القتالية اعتبارا من الساعة 1405 وهي ساعة الصفر "س" من يوم 6 أكتوبر 1973.
وتصدر التعليمات للدكتور عبد القادر حاتم، وزير الإعلام، بتنفيذ الشق الإعلامي للخطة الهجومية.. وهنا تقطع الإذاعة برامجها في الواحدة والنصف بعد الظهر لتذيع الخبر التالي:
جاءنا الآن أن عناصر من القوات الإسرائيلية المسلحة هاجمت مواقعنا في الزعفرانة، وهذا الهجوم يمثل خرقا خطيرا لوقف إطلاق النار، وقد تم إبلاغ مجلس الأمن الدولي بهذا العدوان.

بعد إذاعة النبأ استأنفت إذاعة القاهرة برامجها العادية لتستأنفها في الثانية بعد الظهر وتذيع مارشات عسكرية، وعندما بدأت إذاعة القاهرة بث الموسيقى العسكرية كانت الأوامر تخرج من مركز العمليات إلى جميع القواعد الجوية، حيث الطائرات على أتم استعداد لتوجيه الضربة الجوية المفاجئة والمؤثرة إلى جميع مطارات العدو ومناطق حشد مدفعيته في سيناء.
وعلى ارتفاعات منخفضة عبرت 21 طائرة مصرية القناة في وقت واحد لتطلق قذائفها ونيرانها على الأهداف المعادية في تمام الساعة 1405، ولتنطلق قذائف المدافع المصرية نحو أهدافها في سيناء.
ويسبح في مياه القناة أفراد الصاعقة والضفادع متجهين إلى مخارج مواسير السوائل القابلة للاشتعال للتأكد من إغلاقها، وعدم قيام العدو بإصلاح شيء منها.
وفى تلك اللحظة كان الاسرائيليون يستعدون لمواجهة الهجوم المتوقع في السادسة مساء عندما انطلقت صفارات الإنذار في كل أنحاء إسرائيل، وتم استدعاء القادة العسكريين إلى نقطة القيادة الإسرائيلية الشهيرة باسم "الحفرة" تحت سطح الأرض في مركز مجموعة العمليات.
وهناك كان في انتظار الجميع البيان الأول الذي يؤكد أن المصريين عبروا قناة السويس بطول خط المواجهة كله تحت ستار نيران أكثر من 2000 مدفع تسبقها ضربات مركزة على مراكز السيطرة والقيادة والمطارات قامت بها أكثر من 200 طائرة مصرية، وأن العلم المصري يرفرف الآن فوق النقاط الحصينة لخط بارليف شرق قناة السويس.
الجريدة الرسمية