رئيس التحرير
عصام كامل

حاتم ونصار والجمسي في الليلة الأخيرة قبل الحرب

فيتو

تحمل الليلة الأخيرة قبل إعلان الحرب على إسرائيل ذكريات لا تنسى، كما حملت مخاوف وترقبا كبيرا من النتائج.

وحول هذه الليلة قال الدكتور عبد القادر حاتم وزير الإعلام ورئيس الوزراء بالإنابة في ذلك الوقت من خلال مذكراته التي نشرت جزءا منها مجلة الإذاعة والتليفزيون عام 1978:


يوم الخامس من أكتوبر كان واحدا من أعظم لحظات حياتى، فقد طلبت من وزير الخارجية ـــ آنذاك ــ الدكتور محمد حسن الزيات بعد موافقة الرئيس السادات على أن يعمل على مقابلة الدكتور هنرى كيسنجر وزير الخارجية الأمريكى ليخبره بأن مصر على أتم الاستعداد للتفاوض السلمي لاسترداد الأرض المغتصبة.

وبالفعل قام الدكتور الزيات بهذا وقابل كيسنجر وأخبرنى يوم الخامس من أكتوبر أن المقابلة كانت سيئة وأن كيسنجر قال له هل تريد أن تختار الوقت الذي تريده للحل السلمى؟ أن مصر ليست لديها القوة وإذا سألت في مركز يسمح لى أن اطلب من القوى وهو إسرائيل أن يملى على الضعيف شروطا، ليس وقته وأرجو أن نتقابل أوائل السنة الجديدة بعد الانتخابات.

وأضاف الدكتور حاتم سعدت بكلام كيسنجر لأن معناه أن خطة الخداع نجحت وأن الولايات المتحدة لا معلومات لديها أن الحرب بعد 24 ساعة.
أما بالنسبة للإعلام فقد حرصنا في يوم الخامس من أكتوبر على أن يكون الإرسال عاديا ببرامج رمضان كافة التي كانت تقدم آنذاك. 
وقال المشير محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة أثناء الحرب من خلال مذكراته أيضا :أن يوم الخامس من أكتوبر حمل أمرين في غاية الأهمية.. أولهما هبوط طائرات سوفيتية بمصر وسوريا لإجلاء الرعايا السوفيت من البلدين.

أما الحدث الثانى فكان قرار الطيران المدنى المصرى بإيقاف حركة الطيران المدنى قى سماء مصر اعتبارا من ظهر هذا اليوم وهو قرار اذيع على جميع مطارات وشركات الطيران في العالم إلا أن القيادة العامة سارعت إلى تدارك الأمر والغت القرار وأعلن استئناف حركة الطيران المدنى والاعتذار بأن الايقاف كان لأسباب فنية وامكن تداركها.
أما اللواء فؤاد نصار قائد المخابرات الحربية وقتئذ فقال : كان ما يهمنا يوم الخامس من أكتوبر أن نتأكد من خلال قواتنا أن إسرائيل لم تنتبه إلى أن الحرب غدا وان الخطة فقد انكشفت، ذلك لأن إسرائيل تستطيع التعبئة خلال 72 ساعة، وفى ليلة المعركة كان الابطال متيقظين منتبهين لمعرفة أي تطور في المخازن لكن إسرائيل لم تعلم بالحرب إلا في الصباح حيث لم تفتح المخازن إلا في السادسة صباحا، وتلك الفترة لا تكفيهم للتعبئة قبل معركة الثانية ظهرا التي كللها الله بالنجاح.
الجريدة الرسمية