رئيس التحرير
عصام كامل

د. نعمات أحمد فؤاد تكتب: أعز الأسماء يا مصر

نعمات أحمد فؤاد
نعمات أحمد فؤاد

في كتابها (مقالات في الأدب والسياسة والفن) كتبت المفكرة الدكتورة نعمات أحمد فؤاد مقالا عن "مصر" ووصفتها بأعز وأغلى الأسماء فقالت فيه:

بعد السلام أخلو إليك.. أتحدث معك وأتحدث عنك ويدور حوار ويطول السرار ويسعد القلب وهو يشرب النغم، أتحدث اليوم عن اسمك يا أحلى الأسماء يا أغلى الأسماء ولا يستثنى آباء.. أو أبناء.

حين فتن أولاؤنا بك سموك "كيمة" أي السمراء و"تاكيما "أي الخمرية، و"تاوى" أي الأرضين، و"ايدبوى" أي الضفتين، كما أضافوا إلى اسمك صفات شاعرية فقالوا "ايره رع" أي عين الشمس،"وجاة نثروا" أي عين رب الأرباب، و"باقة" أي الزيتونة.

أما جيرانك من كنعانيين واشوريين وفينيقيين وبابليين فكانوا يسمونك مصرى ومشرى ومصرم وفى التوراة مصرايم، وختم القرآن هذا بلفظة مصر التي ترددت في القرآن كما لم يتردد اسم بلد آخر.

يا كثيرة الأسماء، يا صاحبة الآلاء، يا كيمة يا سمراء وأكثر من هذا اسمك ومعناك يا مصر.

شغل الناس أنت في القديم والحديث، لقد ازدهى ملكك الفخر بك كما جاء في القرآن الكريم (أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون).

وفى قوله (يا قوم) دهشة لا تخفى، أنت في القرآن أمنية المتمنى وجواب السائلين فقال تعالى (اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم)، (أنت بالوادى المقدس طوى).

وأنت في القرآن الكريم الجنات والعيون والزروع والمقام الكريم والنعمة حتى ليقول الكندى عنك (ووصفها بما لم يصف به مشرقا ولا مغربا ولا سهلا ولا جبلا ولا برا ولا بحرا).

يا قبلة الأنبياء، يا منارة العلماء، يا حلم المتصوفة،يا ملاذ الحيارى والمجهودين ومن أدمى أقدامهم وعثاء الطريق.
حتى آدم عليه السلام الذي فتح عينه على الجنة بهر بك والعهدة على السيوطى الذي عقد فصلا في كتابه الكبير (حسن المحاضرة) يروى فيه أن ادم عليه السلام عندما راى مصر وقع في سحرها في بحران من الدهشة السكرى يتمتم :

لا خلتك يامصر بركة وما زال بك حفظ..ومازال منك ملك وعز، يا أرض فيك الخباء والكنوز، ولك البر والثروة، سال نهرك عسلا، كتر الله زرعك ودر ضرعك، وزكى نباتك، وعظم بركاتك.

وكان كعب الأحبار يقول إن الرسول عليه السلام كان يدعو لك ويقول عنك (مصر كنانة الله في أرضه، من أرادها بسوء أكبه الله على وجهه).

باركى مصر يا سماء وتقبلى الدعاء.. وانصريها دائما على الأعداء، فإنها وطن الخير ووطنى.
الجريدة الرسمية