رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مفيد فوزي يكتب: الخفير

مفيد فوزي
مفيد فوزي

في مجلة صباح الخير عام 1968 كتب الصحفى مفيد فوزى مقالا قال فيه:
جهورى هو صوت ممثل الأمن وعمره أكثر من ستين عاما، علمته الدنيا أن يستقبل أعتى الكوارث بابتسامة، فهو يعلن أن الشكوى لغير الله مذلة. قابلته منذ سنوات ودار بيننا حديث على ضوء لمبة جاز، ولما علم أنى صحفى كانت له شكاوى، قلت له أعرضها على مأمور المركز.. انفجر وقال: هيه هي المية تطلع في العالى..ايش جاب الغفير للوزير.. دى العين ماتعلاش عن الحاجب يا بلدينا.

تركنى عبد المعطى سيد أبو حجر ومضى بعد أن عزمنى على كرسى دخان فاعتذرت أني لا أدخن.
انتهى اللقاء وكلماته لا تفارقنى، ومضت سنوات وتمنيت أن أرى عبد المعطى مرة ثانية، وتوقفت عيناى عند خبر صغير في صحيفة يقول إن شعراوى جمعة وزير الداخلية يلتقى بالخفراء ويقابل 30 خفيرا ممثلين لـ 72 ألف خفير.
ذهبت لأحضر اللقاء مع اللواء الدكتور نيازى حتاتة مدير مصلحة الشرطة، وجاء مصورو الصحف، وجاء فهمى عمر من الإذاعة، وتساءلت هل لقاء شعراوى جمعة بالخفراء نوع من عطف المسئول على صغار موظفيه. وجدت نفسى أقول أبدا.. لقد شاهدته منذ سنوات في السويس يجلس مع طلبة كلية الشرطة ويشترك معهم في مناقشات صريحة عن رجل الشرطة ويناقش كيف أن الناس لا ترى الحكومة إلا في شخص الخفير في الريف ولا تراها في المدينة إلا في شخص الظابط والعسكري.
والخفير كلمة عربية، وخفر الشيء أي حرسه، وهو أصغر درجات هيئة الشرطة، مرتبه يبدأ من 5 جنيهات وينتهى بسبعة، أما شيخ الخفراء فيبدأ بـ 9 جنيهات وينتهى بـ 12 جنيها، ومشايخ الخفراء كالعمد لهم حق الضبطية القضائية. ولأن 72 ألف خفير صار لهم بعد لقاء الوزير كيان وهو مؤسسة عامة للخفراء تتبع مصلحة الشرطة على أن يدفع كل خفير عشرة قروش في الشهر ويتمتع بتأمينات وخدمات، ففى حالة الوفاة أو العجز يصرف له 30 جنيها و6 جنيهات في حالة وفاة الزوجة. وقام الوزير شعراوى جمعة بدعم المؤسسة بثلاثة آلاف جنيه.
Advertisements
الجريدة الرسمية