رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نقاط مضيئة في العملية التعليمية


في لقاء قديم مع المنتج السينمائي "محمد السبكي" طرح مقدم البرنامج سؤالًا عن طبيعة العمل الأساسية لعائلة "السبكي"، ليرد الأخير بأنهم يعملون في "الجزارة".. لم يكن سؤال الإعلامي بريء تمامًا، ولكنه أراد أن يشير للخلفية الثقافية لأحد المتحكمين في صناعة السينما.


قبل سنوات جمعني لقاء بأحد رجال الأعمال الذي عرفني بنفسه بصفته مستثمر في مجال التعليم.. كان يجهز لإنشاء جامعة خاصة بعد حصوله على الموافقات اللازمة.. وبعد جولة داخل مباني الجامعة الفارهة أخبرني بحاجته لخطة استشارات إعلامية وتسويق رقمي للجامعة، ليضمن التحاق المزيد من الطلاب بها، لذلك قمت بإعداد مقترح خطة الدعاية.. التقينا بعدها في أحد الكافيهات للنقاش حول الأمر ليخبرني -بينما ينفخ دخان الشيشة- بأن مقترح الدعاية يناسبه للغاية، لدرجة أنه يرغب في أن أتولى عملية الدعاية بشكل كامل مقابل حصولي على نسبة على كل "رأس" تدخل الجامعة!

صدمني لفظ "رأس" في وصفه للطلاب رغم تفهمي أن لأي مشروع جوانب اقتصادية واجب مراعاتها لكن طريقة التفكير التجارية التي تتجاهل أي اهتمام بالجوانب التعليمية أو التكوين المعرفي للطلاب، جعلتني أنسى بدوري اتفاق العمل قليلًا ليستدعي عقلي لقاء "السبكي" وأسأل رجل الأعمال عن طبيعة عمله الأساسية قبل قراره بالاستثمار في التعليم، ليخبرني بأنه صاحب سلسلة من المطاعم!

السينما لن تنهض إلا على أكتاف أبناء الصناعة مثلما لن ينهض التعليم إلا بأيدي الخبراء وفق رؤية وإستراتيجية وطنية تساهم الجامعات المختلفة في تحقيقها.

الجامعات الحكومية والخاصة لها إيجابيات وسلبيات يمكن طرحها وتطويرها وعلاج أوجه القصور ولكن في النهاية تبقى الجامعات الحكومية هي حجر الأساس في العملية التعليمية، حيث تقدم خدماتها للملايين من الطلاب دون أن تثقل كاهلهم بمصروفات لا يمكن لهم تحملها، لذلك فإن افتتاح جامعة جديدة أو فرع لجامعة حكومية هو نقطة أمل من الواجب الإشارة إليها.

في سبتمبر الجاري، بدأت الدراسة لأول مرة في فرع جامعة بنها بمدينة العبور من خلال ثلاثة برامج دراسية مرتبطة بسوق العمل في كليات الزراعة والتجارة والحقوق، مع توفير منح مجانية للطلاب المتميزين، حيث قررت الجامعة أن تفتح الدراسة في هذه البرامج الدراسية من خلال مصروفات بسيطة غير هادفة للربح، وذلك للاستفادة من المباني المقامة بالفعل في مدينة العبور، بينما تسير الجامعة في خطوة إنشاء الجامعة الأهلية في العبور التي تنتظر إقرار اللائحة التنفيذية لقانون الجامعات الأهلية.

فرع جامعة بنها بالعبور استقبل مئات الطلاب في البرامج الدراسية الجديدة لتبدأ رحلته في خدمة العملية التعليمية بالتزامن مع دخول كليات جديدة للخدمة في جامعة بنها، وهي كليتي التربية الرياضية للبنات والعلاج الطبيعي.

افتتاح كليات جديدة.. وتوسع الجامعات الحكومية في إنشاء فروع جديدة.. والسعي لإنشاء جامعات أهلية هي نقاط مضيئة تعطينا الأمل في مستقبل يقوده خبراء التعليم.
Advertisements
الجريدة الرسمية