رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رئيس جامعة الأزهر: أتحدى من يأتي بمنهج واحد يدرس للطلاب يحض على التطرف أو الإرهاب

فيتو


  • لسنا جامعة «غنية» ولا نتلقى تبرعات أو إعانات والدراسة «شبه مجانية»
  • لقاءات مفتوحة مع الطلاب لمناقشة أهم الموضوعات وللقضاء على الشائعات
  • هذا هو سبب الإجراءات الأمنية المشددة التي تشهدها الجامعة الأيام الماضية
  • لم ننشئ كلية طب «موازي» ولن نكون بابا خلفيا للالتحاق بكليات الطب
  • ارتفاع أعداد الحاصلين على تقديرات المرتفعة سبب أزمة «التسكين»
  • الأزهر القوة الناعمة لمصر لكونه أكبر ملتقى للطلاب الوافدين
  • وجود طلاب 100 دولة خير رد على الإدعاء بوجود التطرف في الجامعة


مساحة خاصة تتمتع بها جامعة الأزهر تجعلها متفردة عن بقية الجامعات في مصر، وتجعلها أيضا الأكثر عرضة للانتقادات وتسليط الضوء على ما يصفه البعض بـ«السلبيات»، سواء تلك الخاصة بالإجراءات الأمنية التي تتخذها الجامعة، أو الأفكار التي تعتمدها، مثل «الكتاب الموحد»، أو المناهج التي يتم تدريسها داخل كلياتها. 

ملفات كثيرة متعلقة بـ«الأزهر» الجامعة، بعضها يمكن الرد عليه دون الحاجة للعودة إلى قيادات الجامعة، فالأزهر تاريخه يتحدث عنه، الآلاف والآلاف الذين تعلموا فيه يردون عنه، الطلاب الذين وفدوا إلى الأزهر صغارًا وخرجوا كبارًا ليحكموا بلادهم يمكنهم أن يردوا، غير أن هذا لا يمنع الجلوس إلى المسئول الأول عن جامعة الأزهر، رئيسها، للحديث معه عن الأزمات والإنجازات أيضا. 

«فيتو»، وتزامنًا مع بدء العام الدراسى، التقت الدكتور محمد حسين المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر، ووضعت على مكتبه ملفات كثيرة، سواء الخاصة باستقبال الطلاب الجدد، أو أزمة تسكين طلاب الفرقة الثانية، أو الاستمرار في عملية اتخاذ الإجراءات التي تعين على الارتقاء بمستوى المنظومة التعليمية بكليات الجامعة المتشعبة الأطراف والأقسام.

«د.المحرصاوى» فتح باب النقاش حول أهم القضايا المتعلقة بالجامعة والإجابة على التساؤلات التي تدور في أذهان الطلاب عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد أن الإجراءات الأمنية المشددة التي تشهدها الجامعة الأيام الماضية ما هي الإ إجراء طبيعى نظرًا للتعاقد مع شركة أمن جديدة، لكنها لا تعكس أي قلائق أو مخاوف لدى إدارة الجامعة حول حدوث أي أعمال خارجة عن النص أو الإطار الموضوع.. كما تحدث عن بقية الملفات وكان الحوار التالى:

*بداية.. ما السر وراء الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها الجامعة تزامنًا مع بداية العام الدراسى؟
الإجراءات الأمنية المشددة بالجامعة هذه الأيام ليست من باب الخوف لأنه يوجد استقرار أمني داخل الجامعة، لكن كل ما في الأمر أنه تم التعاقد مع شركة جديدة، وبشكل عام فإن الأمور مستقرة تمًامًا داخل الجامعة ولا توجد لدينا أية قلاقل.

*إلى جانب التعاقد مع شركة أمن جديدة.. هل هناك إجراءات احترازية أخرى اتخذتها الجامعة هذا العام لمنع انتشار الشائعات بين الطلاب؟
الناحية الاحترازية للتنبيه من خطورة الشائعات، تتم من خلال عدة خطوات منها عقد لقاءات مفتوحة مع الطلاب، وبالنسبة للمركز الإعلامي نبهنا أن يكون هناك رصد أول بأول لأي شائعة يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، بجانب التواصل مع عمداء الكليات بشكل متواصل من أجل القضاء على الشائعات فور ظهورها.

*وفى الناحية التعليمية.. وتحديدًا فيما يخص برنامج التعليم الطبي «الموازي» الذي تم الإعلان عنه هذا العام.. هل يعد من باب تطوير الكليات العلمية بالجامعة؟
بداية أريد القول إن بعض الأنباء تحدثت عن الجامعة أنشئت كلية للطب الموازي وهذا خطأ، لأن البرنامج بالفعل موجود منذ نحو 9 سنوات لكنه كان خاصًا للطلاب الماليزيين وبعد تراجع الإقبال عليه من قبل الطلاب الماليزيين نظرًا لظهور الكوادر الطبية عندهم قدمنا طلبًا للمجلس الأعلى للأزهر أن يكون هذا البرنامج متاحا للطلاب الوافدين سواء الناطقين بالعربية أو غيرها ثم رأينا بعد ذلك إفساح المجال للطلاب المصريين لمن يرغب.

*لكن هناك أصوات خرجت لتؤكد أن هذا البرنامج أنشئ لاستيعاب أبناء الأساتذة فقط.. تعقيبك؟
هذه شائعة كاذبة، لأن البرنامج لم يكن له طابع في «التنسيق» وإنما يتم عن طريق التحويل، بمعنى أن من ثبت له الحق عن طريق التنسيق للالتحاق بكلية من كليات الطب هو الذي يحق له التحويل إلى هذا البرنامج، ومن ضمن الأسئلة التي دارت أيضًا هو أنه لماذا لم نضع له طابع تنسيق أمام الطلاب، وكان الهدف من ذلك أننا قصرنا هذا البرنامج على الطلاب الحاصلين على الشهادة الثانوية الأزهرية فقط ولا نقبل أي طالب من خارج الأزهر، حتى لا يكون بابا خلفيا لبعض طلاب الثانوية العامة الذين لم يسعفهم المجموع للالتحاق بكلية الطب.

*في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.. ما دور الأزهر في زيادة التعاون الأفريقى بين مصر ودول القارة السمراء؟
الأزهر القوة الناعمة لمصر، كونه أكبر ملتقى للطلاب الوافدين، فلدينا طلاب من 108 دول مختلفة منهم 23 ألف طالب وطالبة في مرحلة التعليم الجامعي منهم ألف و700 طالب في مرحلة الدراسات العليا، بجانب وجود 10 آلاف طالب وطالبة في مراحل التعليم ما قبل الجامعي، وكثيرًا من هؤلاء الخريجين تولوا مناصب عليا في بلدانهم وصلت إلى منصب رئيس الجمهورية.
والعلاقة بين الأزهر والطلاب الوافدين بشكل عام علاقة أزلية لكنها مع طلاب أفريقيا تاريخية أيضا، وعلى سبيل المثال يوجد بالجامع الأزهر بعض الأروقة التي تحمل أسماء بعض الدول الأفريقية مثل رواق المغاربة وراق نيجيريا وغيرهما من الدول، ونحن نعمل على تطوير هذه العلاقات على كافة المؤسسات، وتم اختيار جامعة الأزهر لتكون مقرا لزيارة وفد التصنيف التابع لاتحاد الجامعات الأفريقية، وتم اعتماد الجامعة وحصلت على الترتيب الأول بين 15 جامعة أفريقية، وصرنا عضوًا بمجلس إدارة اتحاد الجامعات الأفريقية، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات التي تمت تحت رعاية السيد الرئيس، وكل هذا تم بالتوازي مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي.

*عودة إلى الجامعة والطلاب.. ما هي كواليس أزمة تسكين المدن الجامعية هذا العام؟
الحقيقة أن التسكين في المدينة يكون وفق تنسيق معين وبنسبة معينة لكل كلية، بحيث تكون جميع الكليات ممثلة في المدينة، وفقًا للتقديرات الأعلى، وفي هذا العام ونظرًا لارتفاع أعداد الطلاب الحاصلين على تقديرات ممتاز وجيد جيدًا كانت هناك أزمة في تسكين الطلاب الحاصلين على جيد جيدًا للسنة الثانية، وهو مما أدى لتذمر هؤلاء الطلاب، لكننى فور عودتي من رحلة خارجية مؤخرًا عقدت اجتماعًا مع مسئولي المدينة تم التوجيه خلالها بتسكين الحاصلين على جيد جيدًا للفرقة الثانية.

*في هذا الصدد.. البعض يقول إن الأزهر «جامعة غنية» فلماذا لا تبنى مباني جديدة؟
البعض يقول إننا جامعة غنية ونحصل رسوم الطلاب الوافدين بالعملة الصعبة، وهذا خطأ، فجامعة الأزهر تأخذ ميزانية من الدولة مثل بقية الجامعات، بل على العكس ميزانية جامعة الأزهر تعد من أقل الميزانيات؛ لأن الجامعات الأخرى لديها ما يغنيها عن الصناديق، مثل التعليم المفتوح والتعليم المدمج، بالإضافة إلى أنشطة أخرى، أما جامعة الأزهر لها مهمة سامية ورسالة والتعليم فيها شبه مجاني، ويظن البعض أن الوافدين يدفعون المصروفات بالدولار، لكن القانون ينص على أن تعليم الطالب الوافد في البلاد العربية والإسلامية بالمجان، لذلك جاءت القوى الناعمة لمصر، فالجامعة لا تأتيها إعانات ولا تبرعات من الخارج أو غيرها.

*هل يعنى حديثك السابق أن جامعة الأزهر «فقيرة»؟
ليست جامعة فقيرة.. لكن لها رسالتها، ونحن لا نتلقى تبرعات وليس لدينا أوقاف أو غيرها من مصادر التمويل الأخرى مثل بقية الجامعات، والعملية ليست تجارية ولو كانت كذلك كنا سنفتح لنا فروعا في العالم أجمع، ولكن هذا سيسلب من مصر أحد أهم مصادر قوتها الناعمة، وهذا عرض علينا من إحدى الدول وتم رفضه، ونحن بدأنا مؤخرًا في تخصيص قطعة أرض لأحد المستثمرين على أن يقوم بالبناء على هذه الأرض ويقوم هو بالتأجير ونقوم نحن بالتأمين والسكن ونبحث تقنين الأمر.

*تكررت الشكاوى من قبل بعض الفتيات حول تعرضهن لمضايقات حول المدينة الجامعية؟
بالفعل رصدنا شكاوى بعض الطالبات على مواقع التواصل الاجتماعي من وجود بعض الأشخاص الذين يمارسون بعض الأفعال التي تضايق الفتيات، وتحركنا بالفعل للمدينة وتم التواصل مع قيادات الشرطة التي وعودتنا بتسيير دوريات في مواعيد مختلفة في محيط المدن الجامعية، ونصحت الفتيات الالتزام بالمواعيد في الدخول والخروج حتى لا نترك مجالا لأحد بأن يتجاوز، وهنا أريد أن أوضح أن سرعة اتخاذ القرار يقتل الشائعة من بدايتها ولا يترك فرصة لمن يحرض على الإثارة.

*لا تزال هناك أصوات تتهم جامعة الأزهر بأنها تقدم مناهج تحض على التطرف والإرهاب؟
الحقيقة أن أقل رد على هذا أن أكثر من 100 دولة ترسل أبناءها إلى الأزهر لتعلم سواء العلوم الشرعية والعربية أو العلوم التطبيقية، ونحن لا نقبل أحدا من الطلاب الوافدين إلا بموافقة السفارة التابعة لدولته، فهل يعقل أن هذه الدول ترسل أبناءها لتغذية التطرف، ثم لماذا لم يظهر التطرف في أي دولة من هذه الدول التي يتعلم أبناؤها في الأزهر، بل هناك بعض السفارات تأتي إلى الجامعة وتطلب زيادة المنح لأبنائهم لما وجدوه من خريجى الأزهر من وسطية واعتدال.
وفيما يخص المناهج التي يتم تدريسها بالجامعة، أتحدى من يدعي ذلك أن يأتي بمنهج واحد يحض على الكراهية أو العنف أو التطرف أو الإرهاب، فإننا لا نريد أي كلام مرسل، كما أن الأزهر وجامعته موجود منذ أكثر من ألف عام، لماذا لم يظهر ذلك إلا في هذه الفترة، وهل التطرف والإرهاب خاص بجامعة أم هو عام، ويجب أن نبحث عن القاسم المشترك بين هؤلاء الذين انحرفوا عن الفكر المستقيم.

*هل من المتوقع أن تعود انتخابات اتحاد الطلاب للجامعة هذا العام؟
حتى الآن لم تتم الموافقة على إصدار اللائحة الخاصة باتحاد الطلاب، لأن هذا الأمر يتطلب موافقات من عدة جهات، لكن لحين الحصول على الموافقات اللازمة فنحن لدينا حرص على ألا تتوقف النشاطات على مستوى الجامعة بل على مستوى مشاركة الجامعة مع كل الجامعات المصرية ومع اتحاد الجامعات الأفريقية، بجانب النشاطات المتعددة التي تقوم بها رعاية الطلاب في الجامعة مثل الرحلات وغيرها من الفعاليات.

*البعض اتهم الجامعة بالحجر على أعضاء التدريس بعد صدور قرار منع الظهور في وسائل الإعلام إلا بعد الحصول على تصريح؟
حقيقية.. نحن لا نمنع أو نحجر على رأي أحد، ولكن هذا الإجراء يعتبر وضع الأمور في نصابها الصحيح، فلا بد من الحصول على موافقة الجامعة وهذا إجراء موجود في كل الجامعات والوزارات والهيئات المختلفة في الدولة، ونحن هنا ننفذ القانون لأنه ينص على ذلك، لكننا نؤكد أننا لم نمنع أحدًا أو نحجر على فكرة طالما أنه في الاتجاه الصحيح ولم يخرج عن المنهج الوسطي المعتدل.

*بين الحين والآخر تتعالى الأصوات التي تنادي بتنقيح كتب التراث بالجامعة كيف ترى هذه الدعوات؟
هناك فرق بين كتب التراث عمومًا والكتب التي ندرسها في جامعة الأزهر، ونحن نتحمل الكتب التي يتم تدريسها في جامعة الأزهر، والكتب التي ندرسها في جامعة الأزهر لا توجد بها شوائب حتى ننقيها، لكن نحن نريد أن تخرج هذه الكتب بصورة تلائم العصر، ونحن نتحمل ما بداخل الكتب التي ندرسها.

*هل من المتوقع صدور قرار بتعيينات جديدة للطلاب الأوائل بالجامعة قريبًا؟
التعيينات ليست حقا أصيلا للجامعة، فالجامعة تتواصل مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة لتوفير الدرجات، وبعد ذلك تتواصل مع وزارة المالية لتوفير اعتماد مالي للدرجات، لو كان الأمر بيد الجامعة كان تم تعيين الكثير، فنحن لدينا عجز في بعض التخصصات في الجامعة، ولذلك أرسلنا للجهاز على عدة تخصصات ولم نحصل على موافقة حتى الآن.

*فيما يخص فكرة «الكتاب الموحد» هل سيستمر تطبيقه هذا العام؟
فكرة الكتاب الموحد بدأناها منذ فترة، وأي تجربة لابد وأن يكون لها سلبيات في بدايتها، ولذلك في كل فصل دراسي نحاول أن نتلاشى أي أخطاء تظهر لنا، وفكرة «الكتاب الموحد» تقوم على توحيد الأفكار التي نغذي بها طلاب جامعة الأزهر، ومن باب ضمانة أن تكون الأفكار التي توجه إلى الطلاب موحدة وحتى نضمن عدم تسرب أي معلومات مغلوطة للطلاب.

*لكن هناك من يرى أن فكرة «الكتاب الموحد» هي قتل للبحث والإبداع العلمي.. ما ردك؟
هذا محض افتراء، لأن فكرة الكتاب الموحد تتطلب في الأصل الابتكار، ونحن لم نمنع أحدًا من الابتكار ولم نمنع أحدًا من البحث العملي بل إن قتل الابتكار هو أن يؤلف الكتاب ويظل لمدة ثلاثين عامًا أو أربعين على شكله ومحتواه، بل إننا نريد تجديد المادة العلمية بما يتناسب مع مستجدات العصر وبما يتناسب مع الفئة المستهدفة، فعلى سبيل المثال تم تأليف كتب فقه يتناسب مع المحتوى العملي الذي يقدم في كليات الطب، بحيث شمل موضوعات الجراحة الحديثة وعمليات التشريح ونقل الأجنة وغيرها وهكذا في قطاعات كليات التجارة بحيث تكون هذه المواد متفاعلة مع المادة العملية التي يدرسها الطلاب.

Advertisements
الجريدة الرسمية