رئيس التحرير
عصام كامل

عبد المجيد نعمان يكتب: لعيبة زمان

عبد المجيد نعمان
عبد المجيد نعمان

في مجلة روز اليوسف عام 1968 كتب الناقد الرياضى عبد المجيد نعمان مقالا كرويا خلال ملف واسع نشرته المجلة عن مشكلات كرة القدم في مصر قال فيه:


لا يزال السؤال المعتاد لا يجد جوابا أيهما أحسن مستوى كرة القدم زمان أم مستواها الآن؟
والسبب في عدم الاتفاق على إجابة أن لاعبى جمهور زمان يفضلون عهدهم، ولاعبى هذه الأيام يقولون إنهم الأحسن.. كل يتحيز لعهده، ورأى الخاص في الموضوع أن كلا من العهدين له مزاياه حتى في الزاوية الواحدة.

أن كرة القدم كأى لعبة أخرى لها خمسة عناصر رئيسية هم: اللاعب، المدرب، الإداري، الجمهور، والمنشآت والأدوات.

وفى مقارنة سريعة للعنصر الأول مثلا نجد اللعب قبل عشرين سنة كان أكثر رجولة، وجدية بالمعنى الواسع.. ولا أقصد هنا أن اللاعبين اليوم ليسوا رجالا. بل إنهم كانوا أكثر حساسية بما يقدمونه من مجهود، وما تنتهى إليه المباراة من نتيجة.

كان عيبا مثلا وفى حكم العار أن تمر الكرة بين قدمى اللاعب، أو أن يدع مدافع مهاجما يراوغه مرة وثانية حتى أنه كان هناك اتفاقات جنتلمان بين كبار اللاعبين فمثلا مختار التتش كابتن الأهلي لا يراوغ مختار فوزى كابتن الزمالك.

واستمرت هذه القاعدة وكان يراعيها أحمد مكاوى الأهلي مع حنفى بسطان الزمالك، وبين لاعبي هذه الأيام قلة هي التي تكافح حقيقة داخل الملعب وخارجه وتعطى الكرة وما تسبغه على اللاعبين من متعة وشهرة وفائدة مادية واجتماعية حقها من التضحية والحرمان البدنى.

أمام الكثرة فقد أصبحت بكل أسف تضع في اعتبارها الناحية المادية قبل أي ناحية أخرى، وأنا لا يمكن أن أنكر الناحية المادية لسبب بسيط وهو أن المادة هي التي توفر للاعب السكن المستقر والحياة الآمنة.

من الفوارق الكبيرة بين لاعبى اليوم وزمان عدد المرات التي يشترك فيها للتدريب والمباريات.. زمان كان التدريب يومين وراحة إلى يوم الجمعة حيث يلعب المباراة.

أما الآن يتدرب اللاعب أربع أو خمس مرات في الأسبوع، ويلعب مباراة أو اثنين بالإضافة إلى كثرة المسابقات والهيئات التي يمثلها اللاعب.

وفى الصورة الناقد الرياضى عبد المجيد نعمان والمايسترو الاهلاوى صالح سليم في حديقة النادي الأهلي.
الجريدة الرسمية