رئيس التحرير
عصام كامل

"داعش وأخواتها" كتاب جديد للشيخ عبد المنصف الأزهري

فيتو

«داعش وأخواتها من التيارات التكفيرية والعلمانية والحداثية»، للشيخ عبد السلام عبد المنصف الأزهري، كتاب يجمع أصول هذه التيارات ويبيّن تشابهها مع تفارقها ظاهرًا أول النظر، ثم يقدّم نقدًا منهجيًا لأصولها حتى يأتي عليها كلها. ونحن إذ ننشر هذا الجهد العلمي الفريد لنرجو الله أن يهدي برحمته الضالين من بني البشر.


قال مؤلفه بين يدي كتابه: فإن هذا الكتاب الذي بين أيدينا الآن يطرح القواسم والأصول المشتركة بين جميع التيارات التكفيرية، والتي قد اعتمدوا عليها في بناء فصائلهم، وتكوين فكرهم الجهادي في نظرهم، الخارجي في نظر الشريعة الغراء.

إن هذا الكتاب قد فكرت قبل طرحه أن أبتدأه بنبذة مختصرة عن تاريخ التيارات التكفيرية ونشأتها وكيف نشأت وغير ذلك، إلا إنني بعد كثير من التروي والتفكير قد عدلت عن هذه الجزئية التاريخية لتلك التيارات؛ وذلك لأنني قد رأيت أن الأمر لم يَعُد مُهِمًّا في سرد أسماء تياراتٍ وفصائلَ كيف نشأت، وكيف انقسمت على بعضها، وكيف آل أمرها، إذ الأهم من سرد أسماء تلك التيارات وتاريخها ذكر تلك الأصول التي قد كونت هذا الفكر، وخرجت به على العالم، وتلصقه زورًا وبُهتانًا بديننا الحنيف.

فالأمر لن ينتهي عند جماعة أو أخرى، بل الأمر سيظل موجودًا إلى أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا ليهلك من هلك عن بينة ويحي من حيَّ عن بينة.

واستمرار هذا الجماعات ووجودها ليس لعلة سوى أن مبناها كان على أفكار معينة، والأفكار لا تموت بموت أصحابها، بل ستظل الأفكار متوارثة متناقلة من جيل إلى آخر، وتلك سنة الله في عباده، وخير دليل على أن الأفكار لا تموت بموت أصحابها هو أن ما يستند إليه هؤلاء التكفيريون هو في الحقيقة مسطور في كتب من قد مات من قادتهم كأمثال ابن عبد الوهاب، وأبي الأعلى المودودي، وسيد قطب، وغيرهم.

إذن فالعبرة ليست بمحاربة هؤلاء القوم قدر محاربة أفكارهم ومفاهيمهم التكفيرية، ودحض الشبهات عن دين الإسلام.

وأما بالنسبة إلى تسمية الكتاب بـ"داعش وأخواتها"، فكلمة داعش: هي من قبيل الاختصار والنحت لما يعنون به "الدولة الإسلامية في العراق والشام".

وأما بالنسبة للجزء الآخر "أخواتها": عنيت به بقية التيارات التي تطعن في القرآن والسنة ونهج الأئمة الأكابر؛ لذلك فإن الناظر إلى تلك التيارات التكفيرية وهذه التيارات الأخرى كالعلمانية ومن نحا نحوها -والتي تطعن في أمور كثيرة من الثوابت وغيرها المتعلقة بدين الإسلام الحنيف- يجد أن المشرب واحد لجميع تلك التيارات؛ إذ التطرف ما هو إلا انزياح إلى الطرف، يشتمل على جهتين: الأولى: تشتمل على التطرف اليميني والذي يتمثل في تلك التيارات التكفيرية، والأخرى: تطرف يساري يتمثل في العلمانية ومن نحا نحوها كالقرآنيين والحداثيين، فالجهة الأولى تبغِّض الدين إلى الناس، والأخرى تخرج الناس من الدين؛ لذا فإنني من خلال تلك الموسوعة "داعش وأخواتها" سأعرض أفكار جميع تلك التيارات المتطرفة محاولًا الذب عن الشريعة الغراء المحمدية ومنهجها السوي الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، وأبدأ هذه الموسوعة بهذا الكتاب والذي خصصته للرد على التيارات التكفيرية في أصولها العلمية التي يعتمدون ويتكئون عليها في تكفير الناس وإخراجهم من الملة المحمدية، وتكمن تلك الأصول في عشرة أمور هي كما يلي:
- الأصل الأول: الحاكمية.
- الأصل الثاني: الجاهلية.
- الأصل الثالث: التكفير.
- الأصل الرابع: الردة.
- الأصل الخامس: الولاء والبراء.
- الأصل السادس: دار الإسلام ودار الكفر.
الجريدة الرسمية