رئيس التحرير
عصام كامل

الملك فاروق يوجه رسالة إلى شباب العلم 1944

فيتو

بدأ الاحتفال بعيد العلم في مصر عام 1944 في عهد الملك فاروق حيث قام فيه بتكريم رموز العلم والعلماء في مختلف المجالات.

وفى احتفال هذا العام كما نشرت مجلة الهلال عدد سبتمبر 1944 ألقى الملك كلمة في الاحتفال قال فيها:


إليكم يا شباب العلم تهنئتى وتحيتى، اليكم يدى أصافح بها فتاكم وفتاتكم، وكأنى حين أصافحكم قد أخذت العهد والميثاق على أن تكون لمصر يد واحدة تجدد مجدها وترفع بنائها وتنشر رايتها فوق الزمن.

ويطيب لى في هذا المقام أن اتحدث اليكم وقد لاحت في الافق بشائر النصر والسلام، أن الأيام التي خلفتموها وراءكم ليست شيئا مذكورا إذا ما قيست إلى ما تطلبه منكم الأيام المقبلة من جد واجتهاد.

يا شباب العلم أن الغد أشد من الأمس بأسا، فأعدوا له ما استطعتم من قوة وعزيمة، واجهوه بالنضال والمثابرة، وخذوا على غدكم كما أخذتم على أمسكم، فإن العلم لمجدد كل يوم، ومن فاته علم يومه فقد تحلف عن موكب الحضارة.

ياشباب النيل أن مصر تدخركم لها، فلا تدخروا فكرة أو عاطفة ولا طاقة في سبيلها، لا نعرف ولا تعرفون ماذا تهيئ لكم الأيام، ولكن الذي نعرفه وتعرفونه هو أن تكونوا دائما مؤمنين بربكم وحقوق بلادكم مخلصين في وطنيتكم معتزين بمصريتكم.

ليس مقدرا لكل إنسان أن يكون علما في بلاده، ولكن حقا عليه أن يكون خادما أمينا لبلاده، فاجعلوا مصر قبلتكم واجعلوا الأمانة في خدمة رسالتكم، فإذا تبسمت لكم الآمال فليكن في سبيل مصر تحقيقها، وإذا واجهتكم الآلام فليكن في سبيل مصر احتمالها.

ياشباب العلم..امضوا في طريقكم تحف بكم عناية الله.

مع تحياتى إلى أهليكم الذين تولوا تربيتكم، وإلى أساتذتكم الذين تولوا تثقيفكم.

الجريدة الرسمية