رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لا تستهينوا بالخطر!


رغم أننى تعلمت من خبرة السنين أن أتحكم في أعصابى كثيرا، إلا أننى لا أستطيع الآن أن أمنع نفسى من التعبير عن الغيظ من هؤلاء الذين يستهينون من خطر الإخوان، ويتجاهلون ما يفعلونه من أجل استرداد الحكم الذي طردوا منه شعبيا في يونيو ٢٠١٣!


فالإخوان أنفسهم لا يخفون ذلك، بل ويجاهرون به علنا في بيانات وتصريحات وإعلام موجه لنا خصيصا سواء من تركيا أو قطر، ويؤكدون أنهم لن يتوقفوا حتى يتم لهم إسقاط الحكم الحالى وأن يحلوا محله!

كما أن من يتابع نشاط الإخوان عن قرب، يعرف أنهم رغم كل ما تلقوه من ضربات أمنية وحبس معظم قياداتهم الكبيرة وهروب الباقى، إلا أنهم ما زالوا يحتفظون بتنظيمهم السرى، ولديهم أعضاء وكوادر غير معروفة مزروعة في مؤسساتنا المختلفة، ويملكون الكثير من الأموال التي تكفيهم وتفيض، ويحظون بدعم كبير من أجهزة مخابرات وحكومات..

وفوق ذلك كله لديهم بدلا من الجهاز السرى الذي ابتدعه البنّا في أواخر الثلاثينيات من هذا القرن عدة تشكيلات مسلحة سرية تنتحل العديد من الأسماء، ارتكبت وما زالت العديد من جرائم العنف ضدنا.

وفى المقابل لا يوجد في الشارع السياسي كيان واحد للقوى المدنية قادر على أن يتصدى لخطر الإخوان الآن وفى المستقبل المنظور، نظرا لضعف وانقسام القوى المدنية واختناق الحياة السياسية في البلاد، وفى ظل ذلك نجد من يستهين بخطر الإخوان؟!

ألا يدعو ذلك للغيظ حقا؟! إن الاستهانة بخطر الإخوان هو نوع من الاستسلام لهذا الخطر، أما إدراكه فهو يدفعنا إلى التعامل الصحيح معه، بالتعجيل بتحقيق إصلاح سياسي يتضمن بالطبع إصلاحا إعلاميا، ومعالجة الآثار الجانبية للإصلاح الاقتصادى الذي أثقل كاهل أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة.
Advertisements
الجريدة الرسمية