رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هل تميل الرئيسة الجديدة للمفوضية الأوروبية إلى المعادين للأجانب؟

فيتو

تواجه الرئيسة الجديدة للمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين انتقادات منذ أن أعلنت عن بعض خططها الجديدة. كانت أكثر تلك الانتقادات متعلقة بالمسمى الوظيفي الجديد في إدارتها، وبشكل خاص بحقيبة المفوض المسئول عن الهجرة والأمن والتوظيف والتعليم والتي أطلقت عليها اسم "حماية نمط حياتنا الأوروبي".

عندما أعلنت الرئيسة الجديدة للمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن بعض المسميات الوظيفية الجديدة في المفوضية، أثار أحد تلك المسميات الاستغراب. حتى أن البعض اتهمها بالترويج لخطاب اليمين الشعبوي.

وتدور تساؤلات حول المسمى الوظيفي "مفوض حماية نمط حياتنا الأوروبي"، وهو المنصب الذي من المقرر أن يستلمه مارجريتس شيناس، السياسي اليوناني من حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ (وهو الحزب الممثل في الحكومة اليونانية حاليًا).

وسارع بعض الصحفيين والمعلقين، مثل الكاتب الأيرلندي ديفيد كوين، إلى السؤال حول "ما الذي قد يعنيه هذا المسمى الوظيفي؟".

منظمات حقوق الإنسان مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية ذهبت إلى أبعد من ذلك. أندرو سترولاين من منظمة هيومن رايتس ووتش، نشر تغريدة في 10 سبتمبر قال فيها: "ما الذي يفكر فيه فريق فون دير لاين؟"

سترولاين قال أيضًا إن المسمى الوظيفي إشارة إلى أن التشدد بدأ يتسلل إلى التيار الرئيسي، متهمًا فون دير لاين وفريقها بـ "تبني المزاج اليميني المتطرف".

"رسالة مقلقة"
وقالت منظمة العفو أيضًا إن المسمى الوظيفي قد "يتسبب في المخاطرة بإرسال رسالة مقلقة". في الوقت نفسه، غردت ايف جيدي مديرة عمليات منظمة العفو الدولية في الاتحاد الأوروبي قائلة إن "الأشخاص الذين هاجروا من بلادهم ساهموا في أسلوب الحياة في أوروبا على مدى تاريخها".

وبالنسبة لأي شخص قد يشعر بالارتباك بشأن المسمى الوظيفي، أوضح شيناس أن دوره سيكون متعلقًا بــ "الهجرة والأمن والتوظيف والتعليم". وأضاف شيناس أنه كان "سعيدًا بترشيحه"، مضيفًا هاشتاج (وسم) #teamUrsula إلى تغريدة له.

قد يكون شيناس سعيدًا بمنصبه الجديد ولكن الرئيس المنتهية ولايته جان كلود يونكر قال ليورونيوز إن المسمى الوظيفي "يجب أن يتغير". وأضاف: "لا أحب فكرة أن أسلوب الحياة الأوروبي يتعارض مع الهجرة. إن قبول أولئك الذين يأتون من بعيد هو جزء من نمط الحياة الأوروبي".

ودعا يونكر إلى تعريف المهام الوظيفية لهذا المنصب بشكل أكثر دقة. ومع ذلك وفي مؤتمر صحفي لاحق، سارعت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية مينا أندريفا إلى التأكيد على أن يونكر بتعليقاته "لم يكن ينتقد الرئيسة المنتخبة".

اجتماع لتغيير المسمى الوظيفي
كان أعضاء البرلمان الأوروبي الآخرين أكثر صراحة، ودعوا إلى عقد اجتماع مع فون دير لاين في 19 سبتمبر من أجل التحدث عن تغيير المسمى الوظيفي لهذه المهمة بالتحديد. نائبة رئيس البرلمان الأوروبي، كاترينا بارلي من الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا (SPD) غردت في 11 سبتمبر قائلة: "ما الذي يجب أن نفهمه من خلال (حماية نمط حياتنا الأوروبي)، وتابعت: "هل هناك حقًا "طريقة أوروبية" (مشتركة) للحياة - بين السويد واليونان؟ وهل تحتاج إلى "حماية"؟ ضد من؟ وكيف؟".

صحيفة لاكروا الكاثوليكية الفرنسية اليومية علقت على الأمر قائلة إن المسمى الوظيفي للمفوض جاء "دفاعيًا ومفترِضًا أن القارة الأوروبية تمتلك ثقافة كبيرة وموحدة لا ينبغي تغييرها".

ولا يزال يتعين على البرلمان الأوروبي الموافقة على تعيينات فون دير لاين، وطالب العديد من كبار المسؤولين بتغيير المسمى الوظيفي قبل بدء جلسات الاستماع في نهاية الشهر. ووفقًا لوكالة الأنباء الفرنسية؛ فقد طلب رئيس البرلمان الأوروبي ديفيد ساسولي من فون دير لاين أن "تشرح موقفها لرؤساء الكتل السياسية في 19 سبتمبر".

وأضافت وكالة الأسوشيتد برس أن ساسولي قال للمراسلين: "أفترض أنه ومن خلال التسرع في تحديد أسماء تسند إليها هذه الحقائب، كان هناك نهج غير رسمي قليلًا في المسألة"، وأضاف: "انتهى بنا الأمر بهذه المسميات الغريبة إلى حد ما". في الواقع، ينعكس هذا الشعور أيضًا في إعطاء المفوضين الآخرين مسميات وظيفية مثل "أوروبا صالحة للعصر الرقمي" و"اقتصاد يعمل من أجل الناس".

"الحفاظ على قيمنا"
ومع ذلك، قال فريق فون دير لاين في 12 سبتمبر إنه لم يطرأ أي تغيير على الإعلان. وربما يسعى فريق الرئيسة الجديدة للمفوضية إلى تبرير جزء "نمط الحياة" من المسمى الوظيفي، وبرر الفريق أن الحقيبة لا تتعلق فقط بمسألة الهجرة وإنما بالتعليم والاندماج أيضًا.

وعندما واجهت أسئلة الصحفيين يوم الثلاثاء عندما طرحت الأسماء المقترحة للحقائب المختلفة، قالت فون دير لين إن مسمى "نمط الحياة الأوروبي" بالنسبة لها هو "التمسك بقيمنا. الجمال الذي تتمتع به كرامة كل إنسان على حدة هو واحد من أكثر القيم قيمة".

ووفقًا لوكالة فرانس برس، فقد اختار شيناس الإشارة إلى نفسه على موقع تويتر باسم "المفوض المرشح للهجرة والأمن والحقوق الاجتماعية والتعليم والثقافة والشباب"، ما يعني أنه تجنب الإشارة المباشرة إلى مسماه الوظيفي الجديد المقترح. وإذا ما نجحت مجموعات سياسية من الخضر واليسار في البرلمان، فقد يتغير مسماه الوظيفي قبل أن يتولى منصبه.

من جانبه، دعا فيليبي لامبرت رئيس مجموعة الخضر في البرلمان الأوروبي، والذي لم يصوت لصالح أن تصبح فون دير لاين رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، دعا لأن تقوم فون دير لين "بتقديم اقتراح أفضل"، وأضاف أن "المفوضية الأوروبية البيضاء بالكامل والتي تزعم حماية "نمط حياتنا الأوروبي" بعيدة كل البعد عن فكرة الاتفاق على التنوع التي بنيت عليها هذه الوحدة".

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


Advertisements
الجريدة الرسمية