رئيس التحرير
عصام كامل

محمود السعدنى يكتب: اتعادلنا والحمد لله

الكاتب الساخر محمود
الكاتب الساخر محمود السعدنى

تحت عنوان «راجل كروى جدا» كتب الكاتب الساخر محمود السعدنى في مجلة صباح الخير عام 1966 مقالا كرويا قال فيه: فرحنا الحمد لله وحققنا المعجزة، وأذهلنا العالم وأدهشنا وكالات الأنباء وأرعبنا فريق منتخب العالم لأننا تعادلنا مع فريق بلغاريا.. وهكذا كانت نقمة على كل صحفى، بل إن بعضهم أصدر ملاحق بالمباراة التاريخية، ولولا العيب لأصدر بعضهم ملاحق سريعة أثناء إذاعة المباراة لتقل لجمهور القراء أولا بأول تحركات الكابتن طه والكابتن عفت أثناء سير المباراة.


وخضنا المعجزة يا سادة بالتعادل ونحن نلعب على أرضنا ووسط جمهورنا وفى جو بلادنا الذي لا يناسب بحال من الأحوال مزاج ولا راحة هؤلاء اللعيبة الخواجات.

هكذا تحولت الهزيمة إلى نصر والتعادل إلى معجزة وربما لو غلبنا بلغاريا بضربة حظ لكان من الممكن أن نجعل هذا اليوم عيدا قوميا ولربما طالب السادة نقاد الكرة إياهم بإقامة تمثال للفناجيلى مكان تمثال رمسيس، وأتساءل يا حضرات ماذا فعلتم لتحقيق النصر وبلاش الكلام الطظ فيش الذي اعددتموه للنشر قبل بدء المباراة.

أخبرونى ماذا فعل خط هجومنا نحن وقد ضيع مصطفى رياض هدفا والمرمى أمامه والكورة في رحلة والحكم يهم بالتصفير، ماذا فعلوا أكثر من أن الشاذلى سجل هدفا والدفاع المصرى سجل هدفا والجوهرى ظن نفسه بيلعب مع فريق دسوق.. فراح يتحنجل أمام المرمى دون أن يلمس الكرة، وإذا لمسها سلمها على الفور لدفاع بلغاريا كأنه بوسطجى كورة نشيط.

أما أخونا عفت ماذا فعل إلا التعزير ثم ترك الكرة في النهاية للبلغار، وماذا فعل الشيخ طه برب السماوات، ولماذا أخرج محمد بدوى بالرغم من أنه كان أنشطهم، ولكن أعترف أن رفعت الفناجيلى كان سيدا ففى الملعب وكان ندا للبلغار، الشاذلى أيضا قدم بعض ما عليه، وخورشيد أدى واجبه وأخطأ في الهدف الثانى، والشربينى أحرز هدفا ببركة العاجز، وأقطع ذراعى أنه لم يقصد.

واترك الآن الملعب والكورة وأقول أين منتخب مصر، لأن الذي لعب مع البلغار كان منتخب الأهلي إلا من اثنين من الترسانة.. وكان الله يحب المحسنين، أن النوادى الأربعة التي تتصدر الدوري العام، واحد منها من القاهرة والثلاثة من الأقاليم وهى الزمالك والأوليمبي والمحلة والإسماعيلي.. أليس الدوري هو ميدان الكورة في كل مكان.
الجريدة الرسمية