رئيس التحرير
عصام كامل

هموم نجل النقراشي باشا!


الدكتور "هاني النقراشي" العالم المصري والخبير الدولي في مجال الطاقة، وعضو المجلس الاستشاري لرئيس الجمهورية هو أيضا نجل "محمود فهمي النقراشي" رئيس وزراء مصر الذي اغتالته جماعة الإخوان عام 1948، تلقيت أمس اتصالا من دكتور "هاني" يبدي لي فيه تخوفه على اللغة العربية من الانهيار والاندثار، خاصة مع إهمالها في مدارسنا وجامعاتنا، بل وجدته منزعجا من اللغة التي تستخدمها الصحافة ويتحدث بها أهل الفن والإعلام، وأيضا الألفاظ البذيئة في الأغاني والدراما..


"النقراشي" رغم أنه يعيش في ألمانيا منذ أكثر من نصف قرن إلا أن لسانه ما زال يعشق اللغة العربية ويتحدثها بطلاقة، ويرجع الفضل في ذلك إلى مدرسيه في المراحل التعليمية المختلفة، ولذلك هو يتمنى من جميع المسئولين في التعليم والإعلام والثقافة ومجمع اللغة العربية ضرورة إعادة كرامة اللغة، والاهتمام بها، ونحن نتضامن معه في ذلك حفاظا على مستقبل الأمة.

وهنا أتذكر الدور الهام الذي كانت تقوم به الإذاعة المصرية في حماية اللغة وانتشارها في مصر وآسيا وأفريقيا، وأيضا الدراما والغناء المصري قبل أن ينحدر إلى المستوى الذي نعيشه الآن، "النقراشي" حتى يؤكد عشقه للغة أرسل لي أبياتا جميلة لأمير الشعراء "أحمد شوقى" مبينا انحياز اللغة العربية إلى تاء التأنيث

حيث يقول :
الحرف بمحدوديته ذكر
واللغة بشمولها أنثى
والحب بضيق مساحته ذكر
والمحبة بسموها أنثى

والسجن بضيق مساحته ذكر
والحرية بفضائها أنثى
والبرد بلسعته ذكر
والحرارة بدفئها أنثى

والجهل بكل خيباته ذكر
والمعرفة بعمقها أنثى
والفقر بكل معاناته ذكر
والرفاهية بدلالها أنثى

والجحيم بناره ذكر
والجنة بنعيمها أنثى
والظلم بوحشيته ذكر
والعدالة بميزاتها أنثى

والتخلف برجعيته ذكر
والحضارة برقيها أنثى
والمرض بذله ذكر
والصحة بعافيتها أنثى

والموت بحقيقته ذكر
والحياة بألوأنها أنثى
أجمل تحية لتاء التأنيث ولكل أنثى

وأنا لم أجد أجمل من كلمات المبدع "عبدالرحمن الشرقاوي" حول شرف الكلمة لإهدائها إلى العالم الجليل الدكتور "هاني النقراشي" حيث يقول "الشرقاوي" في قصيدة "الحسين ثائرا"

أتعرف ما معنى الكلمة؟
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمة
وقضاء الله هو كلمة
الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور
...
الكلمة نور..
وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبي وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة

الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة

عيسى ما كان سوى كلمة
أضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم..

الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
إن الكلمة مسئولية إن الرجل هو كلمة، شرف الله هو الكلمة

هكذا كانت مصر وهؤلاء العمالقة وأمثالهم في جميع المجالات، كانوا قوتها الناعمة، وشكلوا وجدان الأمة العربية، ألف تحية وتقدير للعالم الجليل الدكتور "هاني النقراشي" العاشق لمصر وللغة العربية.

egypt1967@Yahoo.com
الجريدة الرسمية