رئيس التحرير
عصام كامل

روز اليوسف تنشر حقيقة العلاقة بين عبد الناصر وعامر

فيتو

تفاصيل مثيرة نشرتها مجلة روز اليوسف عام 1977 من واقع السجلات والوثائق السرية للعلاقة بين الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر "رحل في سبتمبر 1967" قالت فيها:


اختير الصاغ عبد الحكيم عامر قائدا عاما للقوات المسلحة عام 1953 برتبة لواء بعد أن كان ملحقا بمكتب القائد العام للقوات المسلحة اللواء محمد نجيب، وكان صلاح سالم مشرفا على شئون الضباط وجمال عبد الناصر مدير مكتب القائد العام وجمال سالم مدير شئون القوات الجوية وزكريا محيى الدين مديرا للمخابرات الحربية، أما بقية أعضاء مجلس قيادة الثورة فكانوا ملحقين بمكتب القائد العام ومنهم عبد الحكيم عامر.

استقر رأى جمال عبد الناصر على تعيين عبد الحكيم عامر في منصب القائد العام حتى يقضى على خطر الانقلابات العسكرية في الجيش وخاصة في المدفعية والفرسان.

رفض محمد نجيب تعيين عامر قائدا وقال: "لقد قاومت تعيين حيدر قائدا عاما للقوات المسلحة لأنه كان بعيدا عن صفوف الجيش فكيف أوافق على تعيين الصاغ عبد الحكيم رئيسا للجيش وكيف أسمح بترقيته إلى رتبة اللواء.. إننا نهدم بذلك قيم الجيش التي جئنا لنزيد عليها".

إلا أن عبد الناصر ربط بين مجيء عامر قائدا عاما وتعيين محمد نجيب رئيسا للجمهورية، وقبل نجيب الصفقة وعقد مجلس القيادة اجتماعا بدون عامر وطرح اسم عامر فوافق الجميع وعين صلاح سالم وزيرا للإرشاد وعبد اللطيف البغدادى وزيرا للحربية.

بدأ أول خلاف بين عبد الناصر وعامر حول تقييم حرب 1956 حين قال الرئيس ناصر في اجتماع القبة بعد الحرب إن معظم الخسائر التي منينا بها كانت بلا مبرر، ورد عامر بأن الخطأ الأساسى قبل الحرب هو أننا لم نستطع معرفة الهجوم أتى من أين، وأنا ماليش دعوة بالكلام في السياسة لأنه اختصاص عبد الناصر فهى قرار سياسي.

وأضاف عامر: لما جاءنى الخبر أن بريطانيا وفرنسا سوف تهاجمنا ذهبت إلى الريس وأبلغته، فقال إن هذا غير وارد إلا بنسبة قليلة وحتى إذا حدث فسيكون مجرد خدعة، قلت لجمال: على كل حال أنا مستعد للانسحاب من القيادة، وانتهت المناقشة.

ثم جاءت قصة الزواج الثانى للمشير من الفنانة برلنتى عبد الحميد وكانت فصلا مثيرا في تاريخ العلاقة بين الرجلين خاصة وأن عامر أخفى عن ناصر خبر هذا الزواج.

وصلت المعلومات إلى الرئيس فبدأ لقائه بعامر يسأله عن أخباره، فرد عليه كله تمام، فقال الرئيس: أنا عارف أن كله تمام أنا عاوز التفاصيل، رد عامر: هوه استجواب ولا ايه يا ريس ولكن ماذا تقصد؟

قال عبد الناصر: أخبارك العاطفية وبلاش أقول الفنية.

قال عامر: عادية وانت عارف المشاغل كثير ومسألة العواطف دى اسأل عنها الأولاد مش احنا لأن السن والزواج له تأثيره على الحاجات دى.

قال ناصر: أي جواز وعواطف يادكتور ؟، فقال عامر: ايه الحكاية بالضبط ؟

قدم عبد الناصر لعامر منشور مكتوب بخط اليد يتكلم عن زواج برلنتى عبد الحميد وقال له : انت عارف الناس بتقول ايه عليك؟ وكنت أتمنى اعرف الخبر ده منك وما كنتش أتصور انى آخر من يعلم.

قال عامر: أنا استعملت حقى في الزواج بأكثر من واحدة.

فقال عبد الناصر: يا عامر نحن في قمة المسئولية وهذا يفرض علينا مسئوليات أولها أن سلوكنا لازم يكون قدوة للناس كلها وانت مش راجل عادى، والحكم مش بس مميزات، الحكم كمان سلوك ومسئوليات.

فقال عامر بحدة: يا أخى ينعل أبو دا حكم ، وده تصرف عادى.

فقال ناصر: يا عامر احنا وصلنا لطريق مسدود في المناقشة والمعاملة.
الجريدة الرسمية