رئيس التحرير
عصام كامل

سعد أردش: المسرح عندنا أقل من حجم مصر

سعد أردش
سعد أردش

في حوار أجرته مجلة روز اليوسف عام 1976 مع المخرج المسرحى سعد أردش "رحل عام 2008" قال فيه:

علاقتى بالفن بدأت أثناء دراستى الابتدائية وولعى بدراسة اللغة العربية وشعرها وآدابها، وفى إحدى حفلات المدرسة في نهاية العام قمت بقراءة قصيدة زجلية بأداء تمثيلى منحت عليها جائزة كانت لها تأثير كبير على حتى أصبح حلم حياتى الحصول على التوجيهية للذهاب إلى القاهرة والتمتع بالمسرح ولياليه هناك.


وحالت الظروف دون التحاقى بمعهد الفنون المسرحية فالتحقت بمصلحة السكك الحديدية في وظيفة كاتب أجورية بعشرة قروش في اليوم، إلا أننى تمكنت من تكوين فرقة مسرحية في ورشة السكة الحديد.

تنقلت بعد ذلك بين فرق الهواة حتى تقدمت إلى المعهد مرة ثانية عام 1947 وقبلت وبدأت الدراسة.

بعد التخرج قررت مع زملائى تكوين فرقة المسرح الحر شبيهة بفرقة اندريه انطوان في فرنسا فقدمنا مسرحية "بيت الدمية" لإبسن.

دخلت كلية الحقوق لدراسة القانون ثم ذهبت في منحة لدراسة المسرح في إيطاليا وهناك اكتشفت معنى الفن ووجدت الفن يصنع الحياة الاجتماعية للناس.

صاغ شخصيتى كمخرج دراسة الحقوق التي علمتنى دراسة المنطق وكيف أحكم على الأشياء بشكل أعمق.. لكنى آمنت بأن روح المسرح هي الشعر، ولأن المخرج يمارس مهنة إنسانية أكثر طموحا من الممثل قمت بإخراج أكثر من ثلاثين مسرحية بعد عودتى من أوروبا.

كان يشغلنى المسرح الطليعى فلم يكن سوى معمل تجارب بالنسبة لى، وكنت أؤمن أن حركة الممثل لا بد أن تأخذ اتجاها موسيقيا يحدث تأثيره في الجمهور.

ففى سكة السلامة.. أنا واقعى في الأسلوب وأتطلع إلى قالب الشعر ومبنية على واقع مجتمع مصر وإنسانى التفكير، وهذا الواقع يؤكد في بلدى وفى بلاد العالم الثالث أن الظلم الاجتماعى يحتاج إلى مئات الأنبياء ودور الفن كما يقول بريخت يجب أن يخاطب كل ما فى الوجود لأنه لا يخشى أن يخرج إلى النمور المفترسة وعلى شفاهة الأغاني والأهازيج.

أما عن أسلوبه في العمل فقال: أقرأ النص مرات ولكل مرة وظيفتها وقد تتعدد القراءة إلى عشر مرات، وفى القراءة الأخيرة تتجدد رؤيتى من خلال اختيار مجموعة من الممثلين ومهندس الديكور، ثم تبدأ البروفات وخلق حوار حول العمل بشكل عام.

واختتم أردش كلامه بقوله: المسرح المصرى كظاهرة فكرية وثقافية اقل حجما من وزن مصر سواء في الوطن العربى أو في العالم وقد آن الأوان لكى نخطط لمسرحنا قبل أن تبتلعه مسارح ما زالت ناشئة في المغرب العربى وحركة مسرحية في أفريقيا السوداء وصلت إلى العالم.

وأعتقد أنه كان من الممكن أن يصبح لمسرحنا المصرى وزن في العالم لولا خضوعه للأهواء الشخصية التي عصفت به بين فترة وأخرى في مجالات العراك والصراع بين الكم والكيف وهو الصراع الذي ادى إلى حرمان المسرح أولا بأول من قدسية الكلمة.
الجريدة الرسمية