رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

رياض السنباطي: إجراء الحوارات مضيعة الوقت

رياض السنباطي
رياض السنباطي

بالرغم من أدائه الغنائى لمطرب كبير غنى أول أغانيه بصوته أغنية "إله يكون سامحنى..أنا حيران" من ألحانه وكلمات حسين السيد إلا أنه ارتبط في أذهاننا بالملحن العبقرى الكبير.


وكما كتب الكاتب خيرى شلبى في كتابه "صحبة العشاق رواد الكلمة والنغم" عن الملحن رياض السنباطى "رحل في مثل هذا اليوم عام 1981" يقول:

فكرت أن أجرى حوارا مع الملحن رياض السنباطى حول فن الغناء والتلحين، ودفعنى الخوف من جبروته وقوته الفنية إلى أن أستعين بأساتذة الموسيقى في وضع أسئلة الحوار حتى يقتنع ويحترم الحوار.

اتصلت بزوجته السيدة كوكب عبد البر ورجوتها تحديد ميعاد مع الفنان رياض السنباطى، وظهرت الأقاويل أن الأستاذ رياض لن يوافق على إجراء الحوار، أو أنه سيطلب نقودا مقابل الحوار، وهذا سهل فقد اتصلت بإحدى جهات النشر الكبرى واقترحت عليهم رصد ميزانية رمزية مقابل نشر الحوار، وطلب مسئول دار النشر الاطلاع على الأسئلة.

في النهاية وافقوا على رصد اجرا يوازى أجر لحن مقابل إجراء الحديث، واتصلت من جديد بالأستاذ رياض وجاء صوت زوجته بأنه سيتحدث معى، وحدد لى موعدا في نقابة الموسيقيين، وطلب الأسئلة وعرضتها عليه في خمس صفحات فألقى عليها نظرة سريعة ثم قال: "كل سؤال من هذه الأسئلة يحتاج ساعة للإجابة عليه وأن الإجابة التي ترضيه أن يأخذ الأسئلة ويدرسها ويجيب عليها في هدوء وروية".

وأضاف أنه ليس لديه الوقت لذلك وبالرغم من أنه لو أجاب عليها ستعدل دار النشر وتبدل فيه وهذا لم أقبله أبدا، وطلب منى ألا أصدق ما يقال من أنه مادى أو متكبر أو منعزل وما إلى ذلك، ولذلك لا يمكنه إضاعة وقته في الأحاديث الفارغة، خاصة وأنه وضع لنفسه مناخا صالحا للتلحين ساعات طويلة وهذا المناخ يتضمن سلوكا فكريا وذهنيا معينا لا يجب أن يجرى فيه أي تعديل، وإلا كان ذلك على حساب الفن.

استأذننى في الانصراف لموعد هام في منزله وفى الطريق إلى السلم قلت له: ما رأيك لو اعتبرنا هذا اللقاء السريع حديثا ونشرناه؟

قال باسما: ستكون لمؤاخذة نصابا مثل الذين يدردشون مع الفنانين في التليفون أي دردشة فارغة ثم ينشرونها، كان الهدف من حديثى أن أعرف لماذا هو عظيم ولماذا أصبح شخصية اجتماعية كبيرة.

ومن خلال هذا اللقاء السريع الخاطف أدركت كم هو عظيم، أن مكونات العظمة في شخص نبدأ أول ما تبدأ باحترامه لنفسه وسلوكه وتقدير الكلمة التي تخرج من لسانه، أن العمل الفنى ليس مسئوليته وحده بل أن سلوك الفنان لا ينفصل عنه.

ومن يومها لم أحقد على رياض السنباطى ولم تصبنى النقمة عليه بسبب رفضه للأحاديث.
Advertisements
الجريدة الرسمية