رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

عجبا لهؤلاء !


أعجب لهؤلاء، خاصة دارسي ومعلمي العلوم السياسية، الذين مازالوا يصرون على اعتبار الإخوان يمثلون تيارا سياسيا وأيديولوجيا لا يمكن إنكاره، ويعتبرون جماعة الإخوان حزبا أو قوة سياسية لابد من الاعتراف بوجودها.. ولذلك يطالبون بحل سياسي ينهى الصراع معهم!


ولا أجد عذرا واحدا لهؤلاء يبرر لهم الإصرار على هذا الموقف الغريب والمستهجن، والذي يطالبنا بأن نخدع أنفسنا مجددا، لنسمح للإخوان بالعودة للعمل والتآمر علينا وتهديد كيان دولتنا الوطنية، والعمل على سلبنا هويتنا الوطنية.. فهم درسوا وعرفوا أن جماعة الإخوان، رغم سعيها الدائم والمستمر للوصول إلى السلطة في البلاد، منذ نشأتها أخذت طابع العصابة، وليست الحزب السياسي أو الحركة السياسية، أو حتى الجمعية الأهلية..

فهى نشأت كجماعة سرية، وأخفت عن عمد كوادرها الأساسية ومصادر تمويلها وأيضًا برامجها وخططها وأهدافها الإستراتيجية.. كما عمدت أيضا لتأسيس جناح مسلح لها، مارس كل أنواع العنف، من تفجير وتخريب وتدمير واغتيال.. وحرصت أن تكون جزءا من تنظيم دولى خارجى..

وحتى في الفترات التي نجحت فيها في تضليل بعض القوى السياسية المدنية في البلاد، فإنها ظلت تناور حتى تحتفظ بسرية الكثير من أنشطتها، ولم تحل نظامها الخاص، جناحها المسلح، بل أعادت إنشاءه مجددا، وأيضًا لم تعتذر عما ارتكبته من أعمال عنف طوال تاريخها، والتي كان آخرها تفجير معهد الأورام..

فكيف يريدنا هؤلاء أن نفتح أذرعنا لمجرمي عصابة ألحقت بِنَا ومازالت الكثير من الأذى، وأن نسمح لهم مجددا بالعمل السياسي.. هل هذا هو الذي تقوله العلوم السياسية؟!.. أم أنهم أدمنوا أن يلدغوا من ذات الجحر مرتين وثلاثا وأربعا، ونسوا أسس العلوم السياسية؟!
Advertisements
الجريدة الرسمية