رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

قضية الاستخلاف


كرم الله تعالى الإنسان وفضله على كثير من خلقه وحمله بالقدرة الإلهية في البر والبحر.. يقول سبحانه: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"..


هذا ومظاهر تكريم الحق سبحانه وتعالى للإنسان أكثر من أن تعد وتحصى منها.. منها إخباره عز وجل الملائكة بخلقه وهذا لم يحدث لأي المخلوقات، ومنها أن شرفه عز وجل وكرمه بأن عملت فيه يد القدرة الإلهية عند خلقه فسواه سبحانه بيده، ولم يبدأ عز وجل خلقه بكلمة كن كشأن سائر المخلوقات، بل نفخ فيه تعالى من روحه وأسجد له ملائكته الكرام وخصه سبحانه بنعمة العقل ومنحه العلم والبيان وسخر له ما في السموات والأرض وهيأ له أسباب الحياة على الأرض وأقامه خليفة عليها..

كما أمده سبحانه بكل مقومات الخلافة وحمله أمانة الاستخلاف طواعية واختيارا وليس قهرا وإجبارا، هذا وعندما استخلف الحق سبحانه وتعالى الإنسان في الأرض أمره عز وجل بعمارة الأرض وإصلاحها والبناء عليها وإثراء الحياة فيها.. ونهاه عز وجل عن سفك الدماء والإفساد فيها..

أمره سبحانه بالبناء والتعمير، ونهاه عن الهدم والخراب.. أمره بإقامة العدل في ربوعها، ونهاه عن الجور والظلم فيها.. أمره سبحانه بالرحمة والرأفة ونهاه عن القسوة والغلظة.. فقد كان من حكمته سبحانه في قضية الاستخلاف ثلاث، عمارة الأرض ونشر الرحمة الإلهية وإقامة العدل بين البشر في ربوعها..

ولقد وضع الحق سبحانه للإنسان منهجا قويما حتى يكن له مرشدا ودليلا ومعينا لتحقيق الخلافة كما أمره سبحانه وتعالى فجعل الشرائع والمناهج والرسالات السماوية وختمها برسالة الإسلام، تلك الرسالة الذي حوت بين طياتها القيم الإنسانية النبيلة ومكارم الأخلاق وفضائلها، وهيأ له عز وجل كل أسباب السعادة والسلامة والعمارة ومقومات الخلافة في الأرض.. وقد نهى سبحانه وتعالى عن الفساد والإفساد في الأرض، وأمر عز وجل بالضرب بيد من حديد على أيدي المفسدين والأخذ على أيديهم..

وقنن سبحانه عقوبات لهم لا بد من الأخذ بها وتطبيقها كما أمر سبحانه.. منها ما جاء في آية الحرابة والتي يأمر فيها سبحانه وتعالى بإقامة حد الحرابة على المفسدون في الأرض، وهو الذي جاء في قوله تعالى: "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا إن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم"..

هذا وقد شدد سبحانه وتعالى على حرمة الدماء في آيات كثيرة في كتابه الكريم منها قوله تعالى: "من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا".. هذا وعنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال: "لزوال الدنيا أهون عند الله من أن تراق قطرة دم بغير حق"..
Advertisements
الجريدة الرسمية