رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فضل يوم عرفة


لله عز وجل اصطفاءات واجتباءات من خلقه فاصطفى من الأزمنة والمواقيت والأمكنة ما شاء سبحانه، فاصطفى من الشهور شهر رمضان فأنزل فيه القرآن، ومن أيام السنة العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، ومن أيام الأسبوع يوم الجمعة، ومن الليالي ليلة القدر والليالي العشر التي أقسم بها سبحانه وتعالى في القرآن الكريم حيث قال تعالى: "والفجر وليال عشر والشفع والوتر والليل إذا يسر هل في ذلك قسم لذي حجر"..


ومعلوم أن الله تعالى وهو العظيم سبحانه، لا يقسم إلا بعظيم، وها نحن بصدد هذه العشر العظام وهي الأيام الأول من هذا الشهر الكريم شهر ذي الحجة، وهو أحد الأشهر الحرم الأربع، وها نحن نعيش نفحاته الطيبة المليئة بالرحمات والتجليات الإلهية، وخاصة في يوم عرفة، ذلك اليوم المشهود الذي أقسم به سبحانه، وهو يوم التجلي بالرحمة والمغفرة والعتق من النار..

وبمناسبة حج البيت والوقوف بعرفة يطيب لي أن أتحدث في عجالة سريعة عن فضل يوم عرفة، يوم إقبال الحجيج على ربهم عز وجل متجردين من زينة الحياة الدنيا، تاركين وراءهم الأهل والمال والولد والجاه والمناصب والسلطان، مقبلين عليه سبحانه بافتقارهم إليه، وذلهم ظاهر بين يديه، مقبلين على ربهم ومولاهم باكين نادمين ومعتذرين ومتبتلين ومستغفرين ومتضرعين وداعين وراجين عفوه تعالى ورضاه.

هذا وعن فضل يوم عرفة، أولا، إنه اليوم المشهود فعنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال: "اليوم الموعود هو يوم القيامة واليوم المشهود هو يوم عرفه".. وفيه تفضل الله تعالى على عباده بإكمال الدين وإتمام نعمته على عباده وارتضاه سبحانه الإسلام لهم دينا، حيث أنزل سبحانه وتعالى على النبي الكريم صلى الله عليه في هذا اليوم قوله تعالى: "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا"..

هذا وكما ذكرنا أن الله تعالى أقسم به، وهو أفضل الأيام عند الله تعالى، وفيه يباهي سبحانه بأهل عرفات أهل السماء، كما أخبرت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء فيقول عز وجل.. انظروا يا ملائكتي إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي.. اشهدوا يا ملائكتي بأني قد غفرت لهم"..

ولم يُر بضم الياء يوم أكثر عتقا من النار من يوم عرفة.. هذا وما رئي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة. وما ذاك إلا لما رأى من تنزل الرحمة وتجاوز الله تعالى عن الذنوب العظام.. كما جاء في الحديث: "ويوم عرفه يرجى فيه إجابة الدعاء" وفي الحديث: "خير الدعاء دعاء يوم عرفة"..

هذا ومن فضل الله تعالى على المسلمين الذين لم يحجوا ولم يشهدوا الوقفة في عرفة وصاموا يومه أن يكفر عنهم سيئات سنتين. هذا والوقوف بعرفة أهم ركن في أركان الحج وبه يقبل الحج لقوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله: "الحج عرفة"..

هذا ويستحب في هذه الأيام المباركة أن تكثر من الدعاء والاستغفار والصلاة على الحبيب المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم وعلى آله، ومن ذكر الله تعالى مع عقد النية الصادقة على التوبة والإنابة إلى الله تعالى وأن نظهر افتقارنا وعوزنا إليه سبحانه، وفي الختام تقبل الله من الحجيج وأعادهم إلى أوطانهم سالمين غانمين مغفورا لهم، وأن يغفر لنا ويرحمنا ببركة دعائهم، وأن يكتب لنا حج بيته الحرام وزيارة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم..
Advertisements
الجريدة الرسمية